للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ضبط البرامج]

وقد وصلنا إلى غاية تحديد الدرجات للشهادات، فعلينا أن نكللها بضبط البرامج الملائمة لها. وعلى هذا الاتجاه ستتوجه مناهجُ التعليم التي تُوضع للعام المقبل بمعونة الله تعالى، وهذا لا محالةَ يستدعي ضبطَ المواد والأبواب والتآليف المقررة والساعات المعينة لذلك، وكفاءة من يوكل إليهم رعي ذلك من مدرسين وقيمين.

وهذا الضبطُ هو المعبر عنه بالأسلوب القويم، ومرجعه إلى التفكير في توفير المعلومات وقلة الأوقات وراحة الأذهان والدربة على العمل بالمعلومات، فإن فائدة العلم العمل، ولعلنا أن نبلغ أملًا من تقريب ثقافة نشأتنا وتعديل مستوانا العقلي.

[عناية ملوك تونس بالعلم]

وقد كان الملوك الصالحون في عصور الإسلام دائبين على بذل العناية والتأييد لجانب التعليم الإسلامي، وكان من سعادة هذا القطر أن لم تزل عنايةُ أمرائه تسابق هممَ العامة في إخلاص النصيحة لهذا الجانب وبذل الجهد في ترقيته إلى أعلى المراتب.

فكان ملوكُ البيت الحسيني الرفيع العماد سائرين على منهج توفيق وسداد، فيما حاطوا به العلمَ وأهلَه من العناية، وشملوا به ربوعه من التعهد والرعاية، بما سجلته صحائف التاريخ للملوك المقدسين، ثم بما يبدو اليوم من ضمائر الخير على يد وارث سرهم ومظهر فخرهم ملكنا المعظم سيدنا محمد الأمين، فلم يزل منذ ابتداء ملكه السعيد يظهر للهيئة العلمية الزيتونة ودَّه وانعطافه، ويذب عنها في دفع كل ملمة ومخافة، وقد جرى هذا المعهد في مدته شوطًا بعيدًا، ولم تزل الهمم العلية ترجو له من ذلك مزيدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>