للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاتل لتكون كلمةُ الله هي العليا قال الراوي: وما رفع رأسه إليه إلا أن السائل كان قائمًا". (١)

وكان الملازمون مجلسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه من الرجال. وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أنه قال: "قال النساء للنبي: غلبنا عليك الرجال فاجعلْ لنا يومًا لنفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن". . . إلخ. (٢) وظاهرُ ترجمة البخاري لهذا الحديث أن اليومَ المجعولَ للنساء لم يكن يومًا مفردًا وحيدًا، بل جعل لهن نوبةً من الأيام؛ فيحتمل أنه جعل لهن يومًا في الأسبوع، أو في الشهر، أو بعد مدة غير معينة يعين لهن موعده من قبل، والله أعلم.

[هيئة المجلس الرسولي]

تدل الآثارُ على أن مجلسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على صورة الحلقة الواحدة، أو الحِلَق المتداخلة، كما ورد في حديث أبي واقد الليثي في صحيح البخاري؛ إذ قال فيه: "فأما أحدُهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم"، وقد تقدم آنفًا.

بل صرح بعضُ الرواة بأن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يجلسون حوله حِلَقًا. أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان مجلسه في وسطهم؛ ففي الصحيح عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن ضمامًا بن ثعلبة السعدي - رضي الله عنه - لمَّا دخل المسجد قال: "أيُّكم محمد؟ قال أنس والنبي متكئ بين ظهرانيهم"، وسيأتي الحديث. ومعنى بين ظهرانيهم أنه في وسطهم. (٣)


(١) صحيح البخاري، "كتاب العلم"، الحديث ١٢٣، ص ٢٧؛ صحيح مسلم، "كتاب الإمارة"، الحديث ١٩٠٤، ص ٧٥٩.
(٢) صحيح البخاري، "كتاب العلم"، الحديث ١٠١، ص ٢٣؛ "كتاب الجنائز"، الحديث ١٢٤٩، ص ٢٠٠؛ "كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة"، الحديث ٧٣١٠، ص ١٢٥٨.
(٣) صحيح البخاري، "كتاب العلم"، الحديث ٦٣، ص ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>