للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرات على ترجمة السكاكي (١)

طالعتُ بإعجابٍ وتقدير الدراسةَ القيمة التي صاغها قلمُ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد علي النجار (٢) المدرس بكلية اللغة العربية، ونشرت في الجزأين التاسع والعاشر من مجلة "الهداية الإسلامية" (٣) الغراء. فلقد صرف همته إلَى إبراز التعريف بإمام عظيم من أئمة الأدب العربي، ربما لا يعرف أكثرُ الأدباء عنه أكثرَ من اسمه ولقبه وسنة وفاته ووصفه بالإمامة، ولا يعرف غيرُ القليل منهم عينَ كتابه.

ولقد أتى الأستاذ النجار على المهمّ من التعريف بهذا العلامة، وبكتابه المفتاح، وآراء بعض العلماء فيه، مما سيفتح أعينَ أبناء الأدب العربي إلى ذلك الكتاب بعد أن استسرَّ رسمُه، وكاد أن لا يُعرف عند بعضهم إلا اسمُه. وها أنا ذا أقفّي على أثره، وأضمُّ إلى عِقْدِ تعريفه بعضَ درره، سالكًا سبيلَ ترتيبه، لأكون كالحبيب المساير لحبيبه.


(١) مجلة الهداية الإسلامية، المجلد ١٣، الجزء ٦، ١٣٥٩/ ١٩٤٠ (ص ١٣٠ - ١٣٥).
(٢) ولد الشيخ محمد علي النجار سنة ١٨٩٥ بإحدى قرى محافظة البحيرة، وفيها تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وفي سنة ١٩٠٨ التحق بالأزهر الذي حصل فيه على العالمية سنة ١٩٢٥. وإثر ذلك عين مدرِّسًا للتاريخ، وعندما أسس قسم الدراسات العليا في كلية اللغة العربية بالأزهر عُهد إليه تدريسُ النحو والبلاغة، وظل على ذلك حتى أحيل على المعاش سنة ١٩٦٠. اختير سنة ١٩٥٦ عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، واستمر عاملًا نشطًا في مختلف لجانه، ونشر العديد من الأبحاث في علوم اللغة العربية جمعها في كتاب بعنوان "لغويات"، كما نشر كتابًا آخر بعنوان "الأخطاء الشائعة" (في جزئين)، وأسهم بتحقيق العديد من أمهات الكتب، منها "الخصائص" لابن جني، و"بصائر ذوي التمييز" للفيروزآبادي. توفي الشيخ النجار عليه رحمة الله سنة ١٩٦٥.
(٣) مجلة الهداية الإسلامية، المجلد ١٢، الجزء ٩، ١٣٥٩/ ١٩٤٠ (ص ٢٩٨ - ٣٠٠)؛ المجلد ١٢، الجزء ١٠، ١٣٥٩/ ١٩٤٠ (ص ٣١٨ - ٣٢٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>