للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإيضاح. ومن الإيجاز تركُ المقدمات في الخطب لضيق المقام ونحوه (١) , وتعلقُ هذا النوع بفن البلاغة ضعيف بل هو من مباحث صناعة الإنشاء (٢).

[فن البيان]

هو علم به يعرف البليغ كيفية إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة على حسب مقتضى الحال فتلك الطرق هي: الحقيقة، والمجاز، والتشبيه، والتصريح، والكناية.

[التشبيه]

هو من الحقيقة، ولكنه لكثرة وروده في كلام البلغاء وشدة عنايتهم به منذ حفظ الشعر العربي استحق التخصيصَ بالتبويب، واستحق التقديمَ على المجاز


(١) كقول أبي العاصي الثقفي لثقيف حين هموا بالارتداد عام الردة: "كنتم آخر العرب إسلامًا، فلا تكونوا أولَهم ارتدادًا". وكذلك يرتكب الإيجاز في الغرض لقصد أن يعين السامع الكلام، كما كتب البديع لابن أخته: "أنت ابني ما دمتَ والعلمُ شأنك، والمدرسة مكانك، والمحبرة حليفُك، والدفتر أليفك. فإن قصرت ولا إخالك، فغيري خالك". - المصنف. انظر الرسالة بتمامها في: رسائل أبي الفضل بديع الزمان الهمذاني وبهامشها مقاماته (القاهرة: مطبعة أمين هندية، ١٣١٥/ ١٨٩٨)، ص ١٥١ - ١٥٢. وقد ذكر المقطع الذي أورده المصنف الثعالبي النيسابوري، أبو منصور عبد الملك: يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، تحقيق مفيد محمد قميحة (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٠٣/ ١٩٨٣)، ج ٤، ص ٣١٥. والبديع هو بديع الزمان الهمذاني، أبو أحمد بن الحُسين بن يحيى الهمذاني، أحد أئمة الكُتَّاب. ولد في همذان سنة ٣٥٨/ ٩٦٩، وانتقل إلى هراة سنة ٣٨٠/ ٩٩٠ فسكنها، ثم ورد نيسابور سنة ٣٨٢/ ٩٩٢، ولم تكن قد ذاعت شهرته بعد، فلقي فيها أبا بكر الخوارزمي، فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة، فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولمَا مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة في خراسان وسجستان وغزنة إلا دخلها، ولا ملكًا ولا أميرًا إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة، يضرب بحفظه المثل. ويقال: إن أكثر مقاماته ارتجال، وإنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئًا بآخر سطوره، وهكذا إلى السطر الأول، فيخرجه ولا عيب فيه. وكان شاعرًا، وطبقته في الشعر دون طبقته من النثر. ويقال إن الحريري أخذ أسلوب مقاماته عن مقامات بديع الزمان. وله ديوان شعر صغير، ورسائل عدتها ٢٣٣ رسالة. مات بهراة مسمومًا سنة ٣٩٨/ ١٠٠٨.
(٢) فيه تعريضٌ بِمَنْ ذكر بعضه في فن المعاني كصاحب التلخيص. - المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>