للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرئيا. ولعل ابن سيده إذ ألف مشكل المتنبي (١) لم يطلع على هذا الكتاب؛ لأنه يورد أقوالًا لابن جني وينقدها، ولا يذكر أن غيره نقدها.

[الغرض من هذا الكتاب]

قال في أول كتاب الواضح: "وكان بعضُ أنشاء (٢) خدمته (بهاءِ الدولة)، وأغذياء نعمته، التمس من عثمان ابن جني استخلاصَ أبياتِ المعاني (٣) من ديوان المتنبي وتجريدَها، ووضع اليد عليها وتحديدَها، ليقرب تناولُها، فأجابه إلى ما طلب وفعل بقدر إمكانه واتجاهه له. ثم قرأه عليَّ أحدُ مَنْ تصرَّفَ في جلائل الأمور وسياسة الجمهور، فوقعتُ منه على صواب وخطأ، فأمللتُ فيه كتابًا ترجمتُه بالواضح في مشكلات شعر المتنبي". (٤) وذكر في مواضع من كتابه أن شرح ابن جني الذي أملى عليه هذا النقدَ هو الذي سماه ابنُ جني "الفَسْر الصغير"، ولكنه ذكر في آخر كتابه أنه اطلع بعد ذلك في بلاد العجم على الشرح الذي سماه ابنُ جني "الفَسْر الكبير" (٥)، يعني الذي لم يقتصر فيه ابنُ جني على شرح مشكل الأبيات،


(١) مخطوط بالمكتبة العاشورية. - المصنف. واسمه "شرح المشكل في شعر المتنبي"، لم يُطبع.
(٢) لم تضبط كلمة أنشاء في الأصل، ويظهر أنها بفتح الهمزة وسكون النون، جمع نشء بفتحٍ فسكون، وهو الصغير من الإبل وغيرها. وأراد به النشئين في العلم. - المصنف. جلبنا هذا البيان من حاشية المصنف على النص المحقَّق. الواضح في مشكلات شعر المتنبي، ص ٥.
(٣) أبيات المعاني هي الأبيات التي تخفي معانيها وتوهم ألفاظها خلاف مراد قائلها. وهي أبياتٌ يوهم ظاهرُها اختلافَ المعنى، فإذا أُجيدَ التأمُّلُ ظهر لها معنًى صحيح، وهي تشبه الأحاجي. - المصنف. جمعنا هنا ما جاء ثلاث حواش من وضع المصنف. الواضح، ص: ط، ٥، ٤٩.
(٤) الأصفهاني: الواضح، ص ٥. وقد أوردنا النص المستشهد به كاملا.
(٥) الصحيح أن الأصفهاني لم يذكر "الفسر الصغير" ذكرًا حرفيًّا، وإنما استنتج المصنف ذلك استنتاجًا من قوله: "هذا آخر مشكلات شعر المتنبي بتفسير أبي الفتح عثمان ابن جني وإصلاح فرطاته. ثم اتفق بعدها في بلدان العجم وقوعي إليها بعد تتمة الأربع مائة والعشر، فاختلف إلي طائفة من كتاب الإنشاء كلهم نظروا في الفسر الكبير، فكانوا يُجارونني في عوارض أبيات المعاني التي فسرها فقرنتها بالمشكلات"، وهذه الأبيات عدتها تسعة عشر بيتا. الواضح، ص ٨٨ - ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>