للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبير كلاهما عن ابن عباس، وفي بعض أسانيده زيادةٌ على بعض، وأنا أجمعها هنا: "قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس! لما حُضِر رسول الله واشتد به وجعه وفي البيت رجال، قال: "ائتوني باللوح والدواة أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أو بعدي أبدًا فقال عمر: إن رسول الله قد غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله، حسبنا كتاب الله! فاختلفوا واختصموا، فمنهم مَنْ يقول: قرِّبوا يكتب لكم، ومنهم مَنْ يقول غير ذلك. فتنازعوا وكثر اللغط، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه؟ أَهَجر؟ استفهموه، فذهبوا يردون عليه، فقال: "دعُونِي فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه فكان ابن عباس يقول: الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابه". (١)

[مشكلات]

وهذا الحديث معدودٌ في الأخبار والسيرة النبوية، [و] يتلخص إشكالُه في تسعة وجوه:

الأول: أن قول رسول الله: "أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده"، يقتضي أنه قد بقي فيما لم يبلغه الرسولُ إلى الأمة ما فيه عصمة من الضلال.

الثاني: كيف يكون كتابٌ يُكتب في مثل ذلك الوقت محيطًا بدفع كل ضلال يعرض للأمة مع أن أضعاف ذلك الكتاب مما نزل من القرآن وما صدر من الرسول من الأقوال والأفعال لم يكف في دفع الضلال عنهم والله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣]؟


(١) صحيح البخاري، "كتاب العلم"، الحديث ١١٤، ص ٢٥؛ "كتاب الجهاد والسير"، الحديث ٣٠٥٣، ص ٥٠٤ - ٥٠٥؛ "كتاب الجزية والموادعة"، الحديث ٣١٦٨، ص ٥٢٧؛ "كتاب المغازي"، الحديثان ٤٤٣١ - ٤٤٣٢، ص ٧٥٤؛ صحيح مسلم، "كتاب الوصية"، الحديث ١٦٣٧، ص ٦٤٠؛ ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج ٢، ص ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>