للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثبوت الشهر القمري (١)

ورد إلى المصنف السؤال الآتي من "المجلس الإسلامي الأعلى" بالجزائر:

"اتخذت الجزائر في نطاق الحرص على وحدة المواسم الدينية في العالم الإسلامي موقفًا يرمي إلى اتخاذ تقويم قمري يعتمد الحساب الفلكي، فما موقفُ الشريعة من ذلك؟ "، فأجاب بما يلي:

[الجواب]

قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} [البقرة: ١٨٩]. هذا تعريف عرف الله به المسلمين ببعض حكمه في خلق نظام الشمس والقمر. لذلك صرف الذين سألوا عن السبب لظهور الهلال دقيقًا، ثم أخذ ضوئه في التزايد حتى يصير بدرًا، ثم أخذه يتناقص بضوئه إلى المحاق، وأرشدهم الله إلى ما هو أولى لهم أن يعرفوه في حكمة أحوال الهلال، مما معرفته تنفعهم؛ لأنها التي تفيدهم تقدير تحول


(١) الهداية، السنة الأولَى، العدد الرابع، جمادى الثانية ١٣٧٤/ ١٩٧٤ (ص ٣٨ - ٤٠ و ٤٣). وقد قدم محرر المجلة لهذه الفتوى بما يأتي: "قبيل شهر واحد من وفاة شيخ الجماعة العلامة المرحوم سيدي محمد الطاهر ابن عاشور - تغمده الله برحمته - حرر جوابًا شرعيًّا عن مسألة مهمة من المسائل التي شغلت وما تزال تشغل أذهان المسلمين في العالم الإسلامي، وهي مسألة ما تثبت به الأشهر القمرية شرعًا. وقد استطاعت الهداية أن تتحصل على ما كتبه فضيلة شيخنا المرحوم، وهي تنشره لأول مرة، معتزة بهذه الوثيقة النادرة التي تعد - حسب اعتقادنا - آخر ما صدر عنه رحمه الله قبيل وفاته؛ إذ هي مؤرخة في ١٠ جمادى الثانية ١٣٩٣ هـ يوافقه ١٠ جويلية [يوليو] ١٩٧٣ م، وقد تُوُفِّي الشيخ يوم ١٢ رجب ١٣٩٣ هـ - ١١ أوت [أغسطس] ١٩٧٣ م". وقد نقلنا نص الفتوى وتعليق محرر المجلة المذكورة عليها من كتاب الفتاوى التونسية للسويسي التوزري (ج ٢، ص ٧٦٣ - ٧٧٠). أما مجلة الهداية فهي مجلة شهرية كانت تصدرها إدارة الشؤون الدينية التابعة للوزارة الأولى بتونس، التي صار اسمها "المجلس الإسلامي الأعلى".

<<  <  ج: ص:  >  >>