للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جمعت هذه النسخَ كلَّها نسخةُ خلف ابن بشكوال الأندلسي التي عثرتُ على أربعة أجزاء منها من تجزئة اثني عشر جزءًا، وبالجزء الأخير منها خطه وإذنه برواية الموطأ عنه للشيخ الفقيه أبي العباس أحمد بن علي الذي قرأه عنه كله بأسانيده. وعلى هذه النسخة تصحيحات ومقابلات على نسخة ابن بشكوال معزوة إلى أصولها من النسخ المذكورة. (١)

وأول مَنْ أدخل الموطأ إلى المغرب علي بن زياد التونسي. وأولُ مَنْ أدخل الموطأ إلى الأندلس زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون. (٢)

[اسم كتاب "الموطأ"]

وجهُ تسمية كتاب مالك بالموطأ يؤخذ مما رُوِيَ عن مالك رحمه الله أنه قال: "عرضتُ كتابِي هذا على سبعين فقيهًا من فقهاء المدينة، فكلُّهم واطأنِي عليه، [فسمَّيْتُه الموطأ] ". (٣) فتسميته الموطأ اعتبار بأنه اسم مفعول من واطأه على الأمر، إذا وافقه عليه، على طريقة الحذف والإيصال، أي موطأ عليه. فقيل الموطأ على غير قياس، والقياس أن يقال: المواطأ.


(١) الكلام على نسخ الموطأ بالأندلس مجلوبٌ - مع تغيير طفيف - من كلام المصنف في: كشف المغطى، ص ٤٩ - ٥٠. وللمزيد من التفاصيل عن تعدد روايات الموطأ ونسخه، انظر حمدان: الموطآت، ص ٩٠ - ١٣٨؛ ابن العربي: المسالك، ج ١، ص ١٢٩ - ١٤٩ (مقدمة التحقيق).
(٢) هو فقيه الأندلس زياد بن عبد الرحمن اللخمي القرطبي، الملقب بشبطون، يقال إنه من ذرية حاطب بن أبي بلتعة. وهو صاحب مالك، وعليه تفقه يحيى بن يحيى الليثي قبل أن يرحل إلى مالك. كان زياد ناسكًا ورعًا، طُلب للقضاء فهرب. سمع من مالك الموطأ، وله في الفتاوى كتاب سماع معروف "بسماع زياد". توفِّيَ سنة ١٩٣ هـ وقيل ١٩٤ هـ وقيل ١٩٩ هـ. هذا وقد جاء في كشف المغطى للمصنف (ص ٤٥) ما يلي: "وأول مَنْ أدخل الوطأ إلى إفريقية علي بن زياد التونسي. وأولُ مَنْ أدخل الموطأ إلى الأندلس الغازي بن قيس، قاله السيوطي في البغية، وقال: قد شهد تأليفَ مالك الموطأ، وتوفِّيَ سنة ١٩٩".
(٣) السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن: تنوير الحوالك: شرح على موطأ مالك (بيروت: دار الندوة الجديدة، بدون تاريخ)، ج ١، ص ٧. وما بين الحاصرتين من كلام مالك لم يذكره المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>