للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأظهرُ أن هذا الاسم اسم مفعول من وطَّأَ الأمرَ إذا سهله ودمثه، فأصله الهمز، كما في تاج العروس. (١) وقد تُخَفَّف همزتُه فيقال الموطا. وقد أشار إلى هذا التخفيف صاحب تاج العروس، (٢) وشاع هذا التخفيفُ على ألسنة الناس. وليس أصلُ الكلمة بالألف، إذ لا توجد هذه المادة. وورد الوجهان في الكلام، فمن استعماله بالهمز قولُ أبي الطاهر أحمد الأصفهاني أنشده في المدارك:

أَعَمُّ الكُتُبِ نَفْعًا لِلْفَقِيهِ ... مُوَطَّأُ مَالِكٍ لَا شَكَّ فِيه (٣)

ومن التخفيف قولُ سعدون الورجيني من قصيدة:

وَلَوْ لَمْ يَلُحْ نُورُ المُوَطَّا لِمَنْ يَرَى ... بِلَيْلٍ عَمَاهُ مَا دَرَى أَيْنَ يَذْهَبُ (٤)

وكرر هذا اللفظَ في أبيات سبعَ كراتٍ بالتخفيف.


(١) الزبيدي، السيد محمد مرتضى الحسيني: تاج العروس من جواهر القاموس (الكويت: وزارة الإرشاد والأنباء/ مطبعة حكومة الكويت، ١٣٨٥/ ١٩٦٥)، ج ١ (تحقيق عبد الستار أحمد فراج)، ص ٤٩٩.
(٢) وذلك بقوله: "والموطأ كتاب الإمام مالك إمام دار الهجرة - رضي الله عنه -، وأصله الهمز".
(٣) ترتيب المدارك، ج ١، ص ١٩٧.
(٤) وهي قصيدة من ثلاثة وعشرين بيتًا، مطلعها وخاتمتها البيتان الآتيان:
أَقُولُ لِمَنْ يَرْوِي الحْدِيثَ وَيَكْتُب ... وَيَسْلُكُ سَبِيلَ الْفِقْهِ فِيهِ وَيَطْلُبُ
وَمَا بِي بُخْلٌ أَنْ تُسَقَّى كَسقْيِهِ ... وَلَكنْ حَقُّ الْعِلْمِ أَوْلَى وَأَوْجَبُ
ترتيب المدارك، ج ١، ص ١٩٦ - ١٩٧. وللقاضي عياض كذلك نظم في مكانة الموطأ فانظره في المرجع نفسه، ص ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>