انعقدت بين الشيخين محمد الطاهر ابن عاشور ومحمد الخضر حسين أواصرُ صداقة قوية، ومودة صادقة، وأخوة عميقة، منذ عهد المطلب بجامع الزيتونة. واستمرت تلكم الأواصرُ متينةً نامية. ودام التواصل العلمي والفكري بينهما قويًّا زاكيًا، حتى بعد أن غادر الخضر حسين تونس بدون رجعة، تترجمه مجلة "الهداية الإسلامية" التي أنشأها في مصر وكان ابن عاشور من أبرز كتابها وأغزرهم قلما. ومما جرى بينهما من تراسل كتاب بعث به ابن عاشور - وكان حينئذ كبير القضاة بتونس - إلى الخضر حسين بعد هجرته من تونس إلى مصر عام ١٣٣١ هـ صدره بالأبيات الآتية: