للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موجز البلاغة (١)

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه

[[استهلال: ] هذا موجز علم البلاغة]

أما بعد، حمدًا لله الذي أنطق البلغاء وفضّل النبغاء، وميزهم عمَّنْ يُسِرُّ حَسْوًا في ارتغاء، والصلاة والسلام على المرسل بالحنيفية لا أَمْتَ فيها ولا شُغَاء (٢)، وكلِّ مَنْ صغى إلى دعوته أفضل صغاء، فإنِّي رأيتُ طلبةَ العلم يُزاولون علمَ البلاغة بطريقة بعيدة عن الإيفاء بالمقصود إذ يبتدئون بمزاولة رسالة الاستعارات لأبي القاسم الليثي السمرقندي (٣)، وهي زبدةٌ مستخلصة من تحقيقات المطول والمفتاح


(١) نشرت هذه الرسالة بهذا العنوان مشتملة الأقسام الثلاثة لعلوم البلاغة (البلاغة والبيان والبديع) بواسطة المكتبة العلمية بتونس لصاحبيها محمد الأمين والطاهر الأمين، وذلك فيما يبدو سنة ١٣٥١/ ١٩٣٢، وقررت النظارة العلمية لجامع الزيتونة تدريسها لطلبة السنة الأولى من المرحلة المتوسطة بدل "رسالة الوضع" لعضد الدين الإيجي.
(٢) الشُّغاء: التضارب والاضطراب.
(٣) هو محمد أبو القاسم إبراهيم بن بن أبي بكر الليثي السمرقندي، القارئ، بياني، مشارك في عدة علوم. من تصانيفه: "مستخلص الحقائق شرح كنز الدقائق" في فقه الحنفية، حاشية على مطالع الأنظار لشمس الدين محمود بن عبد الرحمن الأصفهاني الذي هو شرح لطوالع الأنوار في الكلام للقاضي عبد الله بن عمر البيضاوي، "بلوغ الأرب من تحقيق استعارات العرب"، "حاشية على تفسير البيضاوي"، "حاشية على شرح مفتاح العلوم"، الرسالة السمرقندية وهي "الفريدة في الاستعارة والمجاز" التي ذكرها المصنف، وتعرف كذلك برسالة الاستعارات في البيان. وقد شرحها ابن عربشاه الإسفراييني، كما أنشأ الشيخ إبراهيم الباجوري (المتوفَّى سنة ١٢٧٧ هـ) شرحًا لها يعرف بـ "حاشية الباجوري على الرسالة السمرقندية" (حققه إلياس قبلان وصدر عن دار =

<<  <  ج: ص:  >  >>