للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعجزات الخفية للحضرة المحمدية (١)

دعانِي العلامةُ الجليل وصديقي الخليل رئيس "جمعية الهداية الإسلامية" (٢) عن رغبة رفقائه السادة الكرام رجال تلك الجمعية المباركة إلى المشاركة في صنيعهم الشريف الذي دأبوا عليه في كل إبان لذكرى المولد النبوي، ألا وهو خدمةُ حضرة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بإظهار فضائله التي لا حدَّ لها، فكنتُ سعيدًا بما وضعوني لديه، وشاكرًا على العناية بهذا الفضل والدعاء إليه.

وقد اهتممتُ - حين هممتُ بإجابة تلك الدعوة - بأن أفتحَ اليوم بابًا من نواحي السيرة لا أعرف أحدًا فتحه من قبل، وهو بابُ المعجزات الخفية الدالة على صدق نبوته دلالةً لا يتفطَّن إليها إلا أهلُ الشعور الدقيق والنظر المسدَّد بقوة التوفيق. فكان هذا البابُ مغفولًا عنه، ولكنه كان مثل أبواب الكنوز مدلولًا بأمارات تهدي عليه، حتى يُقيَّضَ مَنْ يَمُد يده إليه، فهي مدخراتٌ لخاصة من الناس أو لعصور تأتي.


(١) الهداية الإسلامية، المجلد ٨، الجزء ٩، ربيع الأول ١٣٥٥ (ص ٥٣٣ - ٥٥٣).
(٢) أسس الشيخ محمد الخضر حسين هذه الجمعية في ١٣ رجب ١٣٤٦/ ١٦ يناير ١٩٢٨، لتكون هيئة ذات طابع علمي ثقافي غايتها بيان هداية الإسلام ومنافحة مناوئيه. وقد ضمَّت الجمعية - التي تولى الشيخ رئاستها - في مجلس إدارتها واستقطبت في صفوف العاملين على تنفيذ برامجها عددًا من شيوخ الأزهر وشبابه وطائفة من المثقفين، كما أنشأ لها مكتبة كبيرة كانت مكتبته الخاصة نواة لها، وأصدر باسمها مجلة "الهداية الإسلامية" التي استقطبت عددًا كبيرًا من الكتاب من مختلف البلاد الإسلامية، وقد صدر منها اثنان وعشرون مجلدًا، حيث صدر العدد (الجزء) الأول منها في جمادى الثانية ١٣٤٧ والأخير في ذي الحجة ١٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>