البَدْرُ مُنْتَقِبٌ بِغَيْمٍ أَبْيَض ... هُوَ فَيهِ بَيْنَ تَخَفُّرٍ وَتَبَرُّجِ كَتَنَفُّسِ الحَسْنَاءِ فِي المِرْآةِ ... إِذْ كَمُلَتْ مَحَاسِنُهَا وَلَمْ تَتَزَوَّجِ ولسعيد: أَمَا تَرَى الغَيْمَ يَا مَنْ قَلْبُهُ قَاسِي ... كَأَنَّهُ أَنَا مِقْيَاسًا بمِقْيَاسِ قَطَرٌ كَدَمْعِي وَبَرْقٌ مِثْل نَارِ أَسًى ... فِي القَلْبِ مِنِّي وَرِيحٌ مِثْل أَنْفَاسِي ونظم فيهما أبو إسحاق الصابي: أَرَى الشَّاعِرَيْنِ الخَالِدَيَّيْنِ سَيَّرَا ... قَصَائِدَ يَفْنى الدَّهْرُ وَهيَ تَخْلُدُ هُمَا لاجْتِمَاعِ الفَضْلِ رُوحٌ مُؤَلَّفٌ ... وَمَعْنَاهُمَا مِنْ حَيْثُ مَا شِئْتَ مُفْرَدُ "كانا شاعرين أديبين حافظين على البديهة. وكانا مع ذلك إذا استحسنا شيئًا غصباه صاحبه حيًّا كان أو ميتًا، لا عجزًا منهما عن قول الشعر، ولكن كذا كانت طباعهما. وقد عمل أبو عثمان شعره وشعر أخيه قبل موته، وأحسب غلامًا يُعرف برشاء عمله أيضًا نحو ألف ورقة". ابن النديم: الفهرست، ص ٢٠٧ - ٢٠٨. توفيا قبل سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاتهما كتاب "أخبار الموصل" و"أخبار أبي تمام" و"المختار من شر بشار" وغير ذلك في الأدب والتاريخ والأخبار. الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج ١٦، ص ٣٨٦ - ٣٨٧. وقد جاءت الأبيات السابق ذكرُها بألفاظ مختلفة، كما بين محقق "السير" في الحاشية.