كتاب جمهرة مقالات ورسائل الشيخ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور

الفتح ابن خاقان وكتابه "قلائد العقيان" - تآليفه - ج: 4 - ص: 1950

الحضرة المرابطية". (١) ووردت في القلائد أبياتٌ ستة من شعره خاطب بها أبا يحيى ابن الحاج في ترجمة ابن أبي الخصال (٢). وجمع له ابن زاكور في شرحه ثلاثة عشر بيتًا ذكرها في ترجمة ابن أبي الخصال (٣). كان الفتح وزيرًا في الدولة المرابطية، ولقب ذا الوزارتين، وخاطبه القاضي عياض بمثنى الوزارة (٤).

[تآليفه]

له كتاب "قلائد العقيان"، و"مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس"، قال ياقوت: "وصله بقلائد العقيان" (٥)، لعله يعني أنه جعل "قلائد

---

(١) وتمام كلام الحجاري كما نقله المقري: "ولولا ما اتسم به مما عُرف من أجله بابن خاقان، لكان أحد كتاب الحضرة المرابطية، بل مجليها المستولي على الرهان، وإنما أخل به ما ذكرناه". نفح الطيب، ج ٧، ص ٣٣.
(٢) قلائد العقيان، ص ٤٣١ - ٤٣٢ (نشرة ابن عاشور).
(٣) ابن أبي الخصال هو أبو عبد الله محمد بن مسعود بن خلصة بن فرج بن مجاهد الغافقي، المعروف بابن أبي الخصال، وقيل في هذا اللقب إنه لقب أبيه، وقيل هو لقب جده. ولد سنة ٤٦٥ هـ بقرية فَرْغَلِّيط من قرى شقورة التابعة لكورة جَيَّان، سكن قرطبة وغرناطة، أقام مدة في فاس. كان فقيهًا، محدثًا، أديبًا، مؤرخًا، شاعرًا، وهو من أشهر من تولى الكتابة والوزارة في الأندلس، ولقب بذي الوزارتين. توفي سنة ٥٤٠ هـ مقتولًا أثناء فتنة المصامدة بقرطبة. ذكر له المؤرخون وأصحاب التراجم تصانيف عديدة، منها "سراج الأدب" قيل إنه صنفه على غرار نوادر أبي علي القالي وزهر الآداب للحصري القيرواني، "المنهج في معارضة المبهج"، "ظل الغمامة وطوق الحمامة في مناقب من خصه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكرامة"، وله الكثير من الرسائل في فنون شتى، وقد جمع وحقق العلامة محمد رضوان الداية جملة وافرة منها نشرتها دار الفكر بدمشق سنة ١٤٠٨/ ١٩٨٨ بعنوان "رسائل ابن أبي الخصال". وأما ابن زاكور فهو أبو عبد الله محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الواحد، ابن زاكور الفاسي، ولد سنة ١٠٧٥ هـ وتوفي سنة ١١٢٠ هـ (الموافق ١٦٦٤ - ١٧٠٨ م)، كان عالمًا باللغة، أديبًا شاعرًا، ومن الراجح أن الشرح الذي يقصده ابن عاشور هو شرح ابن زاكور "قلائد العقيان" الذي سيذكره قريبًا عند الكلام على نسخ الكتاب، ولم يُطبع في حدود علمي.
(٤) انظر ترجمة عياض من القلائد، ص ٥٣٩ - ٥٤٦. - المصنف. جاء هذا الكلام في المتن ونقلناه إلى الحاشية.
(٥) معجم الأدباء، ج ٥، ص ٢١٦٥.