ولما رأيت أبناء الأدب العربي في غالب البلاد قد زهدوا في علم العروض والقافية نبهت في كل قصيدة على بحرها وعروضها وضربها، ولم أبين الزحاف والعلة العارضة في الأبيات إلا في مواضع جديرة بالبيان، ثقة بأن التنبيه على بحر القصيدة وعروضها وضربها يفتح للمطالع طريق البحث عن معرفة ما يعتور بعضها من زحاف أو علة.
ولِمَا في نسخة الديوان من التحريف والتصحيف عُنِيتُ بالتنبيه على ذلك غالبًا في ضبط بعض الكلمات الذي الخطأ فيه واضح، فإني أعرض عن التنبيه عليه لكثرة ذلك في خط ناسخه، ولا سيما رسمه ونقطه وضبطه. والقصد من ذلك أن يعلم المتأمل ما ثبت في الأصل، فعسى أن يكون من بعض المطلعين قولٌ فصل ورأي جزل. مكللًا ذلك بوضع مقدمة وافية التعريف بما تهم معرفته من ترجمة بشار وأحواله وأدبه ومكانته من العربية والبلاغة وذكر ديوانه وما لحقه، ومذيلًا إياه بجزء يحتوي على ما ألتقطه من شعره في كتب الأدب مما ليس محويًّا للجزء من الديوان.
ورجائي من أهل الأدب ورواته، وأطباء اللسان وأُساته، أن يقدُرُوا قدر ما بذلت من الجهد، وألا يكون نقدُهم إلا كما تكون إبر النحل دون الشهد.
[نسب بشار]
هو بشار بن بُرد بن بَهْمَن (وقيل ابن يرجوخ) بن أذركند بن بَيْبرسان (وقيل شروستان) بن بهمن بن دارا بن فيروز بن كرديه بن ماهَيَّذار (أو ماهيفان) بن نَاذان (دادان) ابن بَهْمن بن أذركند بن حسيس بن مَهْرَاز بن خُسْرُوان بن أخشيت بن شهزاذ ابن بُنْدار بن سيحان (بنداراسيحان) بن مَكرز بن أذريرس بن بشتاسف الملك (أو يستاسب) بن لَهْرَاسف الملك (أو يهراسب) بن فتوخي (أو فنوخي) بن كَيْشَن (أو كيمنش) ابن كبانيه (أو كيابنه) بن كِيْقَبَاذ الملك بن راي بن بوذكاب بن ماشوي بن نوذ (أو نوذر) ابن منُوشهر الملك بن كبانيه بن منشَخُورانَا بن بدك بن نبروسبح (كذا) إبراهيم الخليل. وقد بينتُ ضبطَها في أول شرح الديوان.