للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما يُكثر أن يقول لأصحابه: "هل رأى أحدٌ منكم من رؤيا؟ "" (١)، وقول أبي موسى: موسى: "وكان رسول الله كثيرًا مما يرفع رأسَه إلى السماء" (٢).

والتنبيه على أن قول السيرافي: "وتقول العرب أيضًا أنت مما أن تفعل" إلخ، غريبٌ لا يُعرف شاهدُه من فصيح الكلام، فضلًا عن كون حرف "أن" فيه غير واقع موقعًا [مناسبًا] (٣)، مع ما فيه من اجتماع ثلاثة حروف من حروف المعاني متوالية، وهي من وما وأن، سواء جعلت ما مصدرية أو زائدة.

[الاقتراح]

فأقترح على المجمع اللغوي أن يسجل إلحاقَ هذا التركيب في القاموس الأكبر المزمع على تأليفه، وأن يكون إثباته في حرف من، وأن يستشهد له بشواهده التي ذكرتها وما عسى أن يلحق بها من الشواهد، وأن يثبت التنبيه على ما في كلام السيرافي من التوقف. والله يعصمنا من الزلل، ويزين معلوماتنا بالعمل.


(١) صحيح البخاري، "كتاب التعبير"، الحديث ٧٠٤٧، ص ١٢١٥.
(٢) عن أبي بردة، عن أبيه. قال: صلينا المغرب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء! قال فجلسنا. فخرج علينا. فقال "ما زلتم ههنا؟ " قلنا: يا رسول الله! صلينا معك المغرب، ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال "أحسنتم أو أصبتم"، قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرًا مما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون". صحيح مسلم، "كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -"، الحديث ٢٥٣١، ص ٩٨٢.
(٣) زيادة اقتضاها السياق؛ إذ في الكلام سقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>