للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: "ما رأيت شعرًا أغزل من هذا". (١)

وصنّف الأديب هارون بن علي بن يحيى المنجم البغدادي (المتوفّى سنة ٢٨٨) كتابَ "البارع في أخبار الشعراء المولّدين"، وجمع فيه مائة وواحدًا وستين شاعرًا، وافتتحه بذكر بشار بن برد. واختار فيه من شعر كل واحد عيونَه. قال ابن خلكان: " [وبالجملة فإنه] من الكتب النفيسة، [فإنه] يُغني عن دواوين [الجماعة] الذين ذكرهم، فإنه [مخض] أشعارَهم وأثبت منها زُبْدتَها وترك [زَبَدَها]، وإن كتاب الخريدة (للعماد الكاتب) وكتاب الحظِيري والبَاخَرْزِي [والثعالبي] فروعٌ عليه، وهو الأصل الذي نسجوا على منواله". (٢)

وعُني أبو الفرج الأصبهاني بشعر بشار وأخباره، فخصه بترجمة ذكر فيها معظمَ ما يرويه أهلُ الأدب والفكاهة عن بشار، ثم خصه بترجمة في أخباره مع عبدة خاصة، وتعرّض في ترجمة حمّاد عجرد لكثر من أخبار بشار (٣).

ولم يزل أصحابُ كتب المحاضرات والمختارات والأمالي يزينون كتبَهم بمختارات بشار، مثل الراغب الأصفهاني والحُصَري والشريف المرتضى وغيرهم. ثم جاء الأديبان الفاضلان الأخوان الخالديان فاختارا من شعره كثيرًا، وسنذكر ذلك عند الكلام على ديوانه.

[من نقد بشارا ومن أجاب عنه]

في شرح المعري على ديوان المتنبي (٤): "قال خلّاد بن مَهْرُويَه لبشار: إنك تجيء بالشيء الهجين المتفاوت؛ بينما تقول شعرًا يثير النَّقْع ويخلع القلوب، مثل قولك:


(١) الحصري القيرواني: زهر الآداب وثمر الألباب، ج ١، ص ٣٨١.
(٢) ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج ٦، ص ٧٨.
(٣) انظر: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٣٥ - ٢٥٠ وج ٦، ص ٢٤٢ - ٢٥٣ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٤١ - ٧١٩ وج ٢/ ٦، ص ٧٤٨ - ٧٥٦ و (نشرة الحسين).
(٤) المسمى معجز أحمد، وذكر ذلك عند قول أبي الطيب: "ما أنصف القوم ضبه". - المصنف. هذا صدر البيت الأول من قصيدة قالها المتنبي في هجاء ضبة بن يزيد العتبي سنة ٣٥٣ هـ, =

<<  <  ج: ص:  >  >>