للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذَا مَا غَضِبْنَا غَضْبَةً مُضَريَّةً ... هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أَوْ نُقْطِر الدَّمَا

إذا بك تقول:

رَبَابَةُ رَبَّةُ البَيْتِ ... تَصُبُّ الخَلَّ فِي الزَّيْتِ

لَهَا عَشْرُ دَجَاجَاتٍ ... وَدِيكٌ حَسَنُ الصَّوْتِ

فقال له بشار: لكل وجهٍ موضعٌ، فالقول الأول جدٌّ، وهذا قلته في جاريتي ربابة، وأنا لا آكل البيضَ من السوق، وربابة تجمع لي البيضَ، فإذا أنشدتها هذا حَرَصت على جمع البيض، فهذا عندها أحسنُ من "قفا نبكِ"، ولو أنشدتُها من النمط الأول ما فهمتْه". (١)


= وقد صنفها المعري ضمن العراقيات الأخيرة وذكر بين شرحها قصة في سبب قول المتنبي لها وأنه اضطر لذلك اضطرارًا ردًّا على ما بدر من ضبة هذا من شتم وسب للمتنبي وأصحابه الذين أرادوا من أبي الطيب "أن يجيبه بمثل ألفاظه القبيحة وسألوه ذلك، فتكلف لهم على مشقة". المعري: شرح ديوان أبي الطيب المتنبي: معجز أحمد، ج ٤، ص ٢٥١.
(١) ما في المطبوع من "معجز أحمد" مختلف عما ذكره المصنف فقد جاء فيه: "قال ابن جني ورأيته وقد قرئت عليه القصيدة وهو يُنكر إنشادها، وكان مثلُ أبي الطيب معه في هذه القصيدة، كما روي عن ابن مهْرويه عن [ابن خلاد] عن أبيه قال: قلت لبشار: يا أبا معاذ إنك لتأتي بالأمر المتفارق فمرة تثير بشعرك العجاج فتقول:
إِذَا مَا ضَرَبْنَا ضَرْبَةً مضريَّةً ... هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أَوْ قَطَرَتْ دَمَا
إَذَا مَا أَعَرْنَا سَيِّدًا مِنْ قَبِيلَةٍ ... ذُرَى مِنْبَرٍ صَلَّى عَلَيْنَا وَسَلَّمَا
ثم تقول:
رَبَابَةُ رَبَّةُ البَيْتِ ... تَصُبُّ الخَلَّ فِي الزَّيْتِ
لَهَا سَبْعُ دَجَاجَاتٍ ... وَدِيكٌ حَسَنُ الصَّوْتِ
فقال: إنما أكلم كل إنسان على قدر معرفته، فأنت وعِليةُ الناس يستحسنون ذلك، وأما رباب فهي جاريتي تربي دجاجات وتجمع لي بيضهن، فإذا أنشدتها هذا حرصت على جمع البيض وأطعمتنيه، وهو أحسن عندها وأنفق من شعري كله، فإذا أنشدتها في النمط الأول لما فهمته ولا انتفعتُ بها". ثم قال المعري: "فهذه صورة المتنبي في هذه القصيدة كما ترى". المعري: شرح ديوان أبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>