للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصمة الأنبياء (١)

[القول الفصل - لا في الفضل - في عصمة الأنبياء من بعد النبوة ومن قبل]

العصمةُ اسمٌ اصطلح أئمةُ علم الكلام على وصف الأنبياء بها، وبعضُهم يعبِّر عنها بالأمانة. واسم العصمة مأخوذٌ من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري في صحيحه عن أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف وتحضُّه عليه، وبطانةٌ تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم مَنْ عصم الله تعالَى". (٢)

والعصمة: المنعُ أو الحفظ، على خلاف في أنها منعٌ من المعصية جعله الله في ذات النبي، أو هي حفظٌ من الله للنبي من إتيان المعصية عند إرادتها. وعرف السيد الجرجاني العصمةَ فقال: "العصمةُ ملكةُ اجتنابِ المعاصي مع التمكُّن منها". (٣)


(١) لَمْ نتمكن من الحصول على أصل هذه المقالة ولا معرفة المصدر الذي نشرت فيه أول مرة من المجلات التي اعتاد الشيخ أن ينشر فيها، وإنما نقلنا نصَّها كما هو في كتاب "تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة". وقد ألفينا في النص اضطرابًا في بعض المواضع لَم يتسن لنا تبين الوجه في تقويم بعضه، وعسى أن نتدارك ذلك في المستقبل.
(٢) صحيح البخاري، "كتاب الأحكام"، الحديث ١٨٩٨، ص ١٢٤٠.
(٣) الجرجاني، علي بن محمد الشريف: كتاب التعريفات، تحقيق مع زيادات بعناية محمد عبد الرحمن المرعشلي (بيروت: دار النفائس، ١٤٢٤/ ٢٠٠٣)، ص ٢٢٨. وعرف الراغب الأصفهاني العصمةَ بأنها "فضلٌ إلهي يقوى به الانسان على تحري الخير وتجنب الشر، حتى يصير كمانع له من باطنه، وإن لم يكن منعًا مَحْسوسًا، وإياه عُنِيَ بقوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: ٢٤] ". الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل: الذريعة إلى مكارم الشريعة، تحقيق أبي اليزيد العجَمي (القاهرة: دار السلام، ١٤٢٨/ ٢٠٠٧)، ص ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>