للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أقف على تعيين وقت قدومه إلى تونس، ويظهر أنه هاجر إلى تونس عند أخذ الأسبان بلدَه. وكان سقوك لبلة بيدهم سنة ٦٣٤ هـ، وسقطت إشبيلية في منتصف القرن السابع، وهاجر أهلُ إشبيلية إلى تونس لِما كان بين إشبيلية وتونس من اتصال بسبب ولاية أبي حفص الهنتاتي جد الحفصيين واليًا على إشبيلية وغرب الأندلس من طرف عبد المؤمن بن علي، ثم ولي عبد الواحد بن أبي حفص عليها، ثم ابنه زكريا. وقد كان زمن وجوده بتونس مدة السلطان المشتهر الثاني عمر بن الواثق الحفصي.

[مؤلفاته]

قال ابن جابر: "ومن تآليفه: تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح، واختصره في مجلد، وبغية الآمال في النطق بجميع مستقبلات الأفعال، والكرم والصفح والغفران والعفو، واختصره غيره في أقل من مجلد، ووشي الحلل في شرح أبيات الجمل، [وتقييد في النحو]، وفهرسته [ومشيخته] " (١). وذكر البغدادي في "خزانة الأدب" في المقدمة أنه اطلع على شرح أدب الكاتب للبلي، وشرح إصلاح المنطق، وشرح أبيات أدب الكاتب له (٢).

[صفة كتاب تحفة المجد الصريح]

قال في كشف الظنون عند ذكر كتاب الفصيح وشرحه تحفة المجد الصريح: "قال ابن الحنائي هو كتاب لم تكتحل عين الزمان بمثله في تحقيقه وغزارة فوائده، ومنه يُعلم فضل الرجل الذي ألفه وبراعتُه". (٣)


(١) برنامج ابن جابر الوادي آشي، ص ٥٨.
(٢) البغدادي: خزانة الأدب، ج ١، ص ١٩ و ٢٥. وانظر للمزيد من التفاصيل عن حياة اللبلي وآثاره ومصادر ترجمته ما كتبه عنه جعفر ماجد في تحقيقه لكتاب "بغية الآمال". اللبلي، أبو جعفر: بغية الآمال في معرفة مستقبلات الأفعال، تحقيق جعفر ماجد (تونس: الدار التونسية للنشر، ١٩٧٢)، ص ٥ - ٢٣.
(٣) حاجي خليفة: كشف الظنون، ج ٢، ص ١٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>