للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، فعد واحدًا وتسعين كتابًا عدا شروح الفصيح (١).

أما ما ذكره من الباعث له على تأليفه هذا الشرح، فقد قال إنه أشار عليه بذلك إشارةَ النصيح الوزير أبو بكر ابن الوزير أبي الحسن لما شاهده من تفسيره لغريبه وتنبيهه عند الإقراء على سهو مَنْ نسب السهوَ لمؤلفه، فأجابه وبادر إلى امتثال أمره. ويظهر أن الوزير أبا بكر هذا كان يحضر مجالس درسه، فلعله من طلبته أو من الذين يأوون إلى مجالس محاضرته وإملائه. ويظهر أنه وأباه من وزراء إشبيلية.

وقال إن الوزير أبا بكر رأى أن يكون هذا الكتاب مرفوعًا إلى ذي الوزارتين أبي القاسم ابن ذي الوزارتين أبي علي. ويظهر أنه كان من قرابة الوزير أبي بكر لقول المؤلف: "حرس الله وجودهم. . . وأبقاهم للعلم يرفعون مناره. . . فعملت بالرأي الأرشد في رفعه إلى محلهم العالي. . . فصار باسمهم المرفَّع مجموعًا، ولخزانتهم [الجليلة] مرفوعًا". (٢)

وأشار إلى وجه تسميته فقال: "وعندما كمل المقصد، وآن أن يتاحف به السيد الأسعد، انتقيت له اسمًا يوافق المسمَّى، وينطق بانتخابه للمحل الأسمى، فسميته: تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح". (٣) فهو قد كنى بالمجد الصريح عن صاحب المجد، وهو الوزير أبو القاسم ابن الوزير أبي علي. وهؤلاء الوزراء الأربعة من بيت واحد فيما يظهر، وهم وزراء لأمراء إشبيلية في عهد الدولة الموحدية.

[هل توجد نسخة أخرى من كتاب تحفة المجد الصريح؟]

في حدود سنة ١٣١٥ هـ بِيعت نسخةٌ من شرح اللبلي على فصيح ثعلب بتونس، ولم أشعر ببيعها ولا عرفتُ من اشتراها. ولم يخطر ببالي منذ ذلك أن أبحث


(١) المصدر نفسه، ص ٤ - ٩.
(٢) المصدر نفسه، ص ٩ - ١٠.
(٣) المصدر نفسه، ص ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>