للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطارق: ٨]، وقال: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤)} [الانشقاق: ١٤]. ولبعض الألفاظ في حالة التثنية ثقلٌ يُحْوِج إلى العدول إلى تثنية مرادفها.

وللكلمات المشتملة على حرف المد ملاءمةٌ بالوقف لا توجد في غيرها، فنحو "يحور" عند الوقف أحسن من "يرجع"، ولذلك اختير في قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤)} [الانشقاق: ١٤]؛ لأنه نهايةُ كلام؛ لأن الوقف على العين يسكنها فتثقل في نهاية الكلام. وقد ذكر عبد القاهر في "دلائل الإعجاز" أن كلمة الأخدع حسُنت في قول محمد بن بشير (١):

تَلَفَّتُّ نَحْوَ الحَيِّ حَتَّى رَأَيتُنِي ... وَجِعْتُ مِنَ الإِصْغَاءِ ليْتًا وَأَخْدَعَا (٢)

وكُرِهت في قول البحتري:

يَا دَهْرُ قَوِّم مِنْ أَخْدَعَيْكَ فَقَدْ ... أَضْجَجْتَ هَذَا الأَنَامَ مِنْ خُرُقِك (٣)


(١) محمد بن بشير الخارجي، هو محمد بن بشير بن عبد الله بن عقيل بن أسعد بن حبيب بن سنان، ولد سنة ٥٠/ ٦٧٠ وتوفي سنة ١٣٠/ ٧٤٧. والخارجي نسبة إلى خارجة عدوان، وعدوان لقب لعمرو بن قيس. شاعر أموي، عاش في المدينة المنورة في مكان يسمى الروحاء. في شعره متانة وفصاحة، وكان منقطعًا إلى أبي عبيدة بن زمعة القرشي. لم يتصل هذا الشاعر بالخلفاء، وإنما اكتفى ببعض المتنفذين الذين كانوا يكفونه حاجته. ولم يمدح في شعره إلا زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ورثى سليمان بن الحصين، وكان خليلَه، وقد جزع عليه عند موته جزعًا شديدًا. الموسوعة الشعرية.
(٢) البيت ليس لمحمد بن بشير كما ذكر المصنف عليه رحمة الله، وإنما هو للصِّمَّة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة بن هبيرة القُشيري، ينتهي نسبه إلى نزار. شاعر إسلامي بدوي من شعراء الدولة الأموية، شعره قليل أغلبه في الغزل. ولجده قرة بن هُبيرة صحبةٌ للنبي - عليه السلام - ووفادة. انظر المرزوقي: شرح ديوان الحماسة، ج ٣، ص ١٢١٥ - ١٢١٨. ومادة (وجع) لسان العرب.
(٣) البيت ليس للبحتري، ولعل نسبته إليه سبق قلم من المصنف أو تصحيف من الناشر. وهو لأبي تمام (وسينسبه المصنف إليه في شرحه للمقدمة الأدبية للمرزوقي)، وهو الثالث من قصيدة في تسعة أبيات من البحر المنسرح، قالها يمدح أبا الحسن بن الهيثم بن شُبانة الخراساني، ويهنئه بالبُرء من علة ألمت به. ديوان أبي تمام، شرح شاهين عطية (بيروت: دار الكتب العلمية، بدون تاريخ)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>