حيث أخذ معناه من قول بشار: مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الفَاتِكُ اللهجُ وقد قيل: إن بشارًا غضب على سلم الخاسر بسبب ذلك، "فاستشفع عليه بجماعة من إخوانه، فجاؤوه في أمره. فقال لهم: كل حاجة لكم مقضيةٌ إلا سلْمًا، قالوا: ما جئناك إلا في سلم، ولا بد من أن ترضى عنه لنا، فقال: أين هو الخبيث؟ قالوا: ها هو ذا؛ فقام إليه سلمٌ فقبل رأسه، ومثل بين يديه وقال: يا أبا معاذ، خِرِّيجُك وأديبك"، فسأله بشار عن قائل البيت الأول فأجابه بقوله: "أنت يا أبا معاذ، جعلني الله فداك! "، ثم سأله عن قائل البيت الثاني، فقال: "جِريجك يقول ذلك (يعني نفسه)، قال [بشار]: أفتأخذ معانِيَّ التي قد عُنيتُ بها وتعبت في استنباطها، فتكسوها ألفاظًا أخفَّ من ألفاظي حتى يُروى ما تقول ويذهب شعري! لا أرضى عنك أبدًا"، "فما زال [سَلْمٌ] يستضرع إليه، ويشفع له القومُ حتى رضي عنه". الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٩٩ - ٢٠٠ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٨٥ (نشرة الحسين). وانظر كذلك الأصفهاني: محاضرات الأدباء، ج ٢، ص ١٠٨ - ١٠٩. (١) الدينوري: عيون الأخبار، ج ١، ص ٤٣. والبيت لأوس بن حجَر هو الثالث في قصيدة تشتمل على ثلاثة عشر بيتًا من بحر المنسرح، لأوس بن حجَر التميمي، قالها يرثي فضالة بن كلدة الأسدي. البغدادي: منتهى الطلب من أشعار العرب، ص ١٣٠؛ ديوان أوس بن حجر، تحقيق محمد يوسف نجم (بيروت: دار صادر، ط ٣، ١٣٩٩/ ١٩٧٩)، ص ٥٣ - ٥٥. (٢) أي إلا إذا منع منه مانع المقام، كمقام خطاب الغبي ومقام التهويل فكلاهما مقام إطناب. - المصنف.