(١) فإن استلزام عَرض القفا للغباوة خفي؛ لأنه من الفراسة، وكثرة الرماد تستلزم كثرةَ إحراق الحطب، وهو يستلزم كثرة الطبخ، فكثرة الآكلين، فكثرة الضيوف، وذلك يستلزم الكرم. وهذه كنايةٌ عربية موجودة في أدبهم، قال مَنْ رثى طريفًا ابن تميم العنبري: عَظِيمُ رَمَادِ النَّارِ لَا مُتَعَبِّسٌ ... وَلَا مُوئِسٌ مِنْهَا إِذْ هُوَ أَوْقَدَا ومثلُه في حديث أم زرع: "زوجي طويل النجاد كثير الرماد". فإذا اشتد الخفاءُ حتى أوقع في استبهام المراد، سُمِّيَ ذلك بالتعقيد المعنوي، وهو ينافي الفصاحة. - المصنف. البيت لعمرو بن قميئة بن ذَريح بن سعد بن مالك بن ضُبيعة، يرجع نسبه إلى ربيعة بن نزار، المسمى بعمرو الضائع لخروجه مع امرئ القيس (وكان من خدم أبيه حُجر) إلى بلاد الروم لملاقاة القيصر وموته هناك في غير مأرب واضح. وهو أكبر من أمرئ القيس، وعده ابن سلام في الطبقة الثامنة من الشعراء الجاهليين. والبيت هو الأول من مقطوعة في أربعة أبيات ذكرها ابن عساكر، وفي مناسبتها حكاية أخرى غير ما قاله المصنف. انظر تفاصيل أخباره في: ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج ٤٦، ص ٣٠٧ - ٣١١ (وفيه: "القدر" و"أخمدا" عوض "النار" و"وأوقدا"، وهو أولى).