(٢) ذكر ابن إسحاق البيت بلفظ غير ما أورده الصنف، وذلك في سياق كلامه على خبر عمرة القضاء في ذي القعدة من السنة التاسعة للهجرة. وهو واحد من أربعة أبيات نسبها إلى عبد الله بن رواحة، حيث قال: "وحدثني عبد الله بن أبي بكر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبد الله بن رواحة آخذٌ بخطام ناقته يقول: خَلُّوا بَني الكفار عَنْ سبيلِهْ ... خَلُّوا فكلُّ الخير فِي رسولِهْ يا ربِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بقِيلِهْ ... أَعْرِفُ حَقَّ الله فِي قَبُولِهْ نَحْنُ قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهْ ... كَمَا قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهْ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهْ ... ويُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهْ". إلا أن ابن هشام تعقب ابن إسحاق في ذلك بقوله: "نحن قتلناكم على تأويله، إلى آخر الأبيات، لعمار بن ياسر في غير هذا اليوم. والدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين، والمشركون لم يُقِرُّوا بالتنزيل، وإنما يُقتل على التأويل مَنْ أقر بالتنزيل". ابن هشام: السيرة النبوية، ج ٢/ ٣، ص ١١. وهذا يعني أن الأبيات قيلت لاحقًا بعد عصر النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنشدها عمار بن ياسر (أو غيره) في صفين، كما يوحي بذلك ما جاء في حاشية لمحققي سيرة ابن هشام في بيان المقصود بعبارة "في غير هذا اليوم" من كلام ابن هشام.