للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثَلَاثَةٌ مِنْ ثَلَاثٍ فُرِّقُوا فِرَقًا ... فَاعْرِفْ بِذَلِكَ عِرْقَ الخَالِ مِنْ وَلَدْ (١)

وزوجةُ بشار اسْمُها أُمامة، كذا وقع في شعرٍ هجاه به حماد عجرد في ترجمة حماد من الأغاني (٢). وولد لبشار ابنٌ اسمه محمد توفِّي صغيرًا، وجزِع عليه جزعًا شديدًا، ورثاه بقصيدة في ورقة ٥٥ (٣). ويظهر أن بشارًا لم يترك عقبًا، أو انقطع عقبُه قريبًا من وفاته؛ لأن طاهر بن الحسين لما دخل العراق سأل: "هل بقي من ولد بشار أحد؟ فقالوا (له): لا"، وكان همَّ أن يصِلَهم (٤). ووُلدت له بنت، وماتت فرثاها (٥).


(١) المرجع نفسه، والبيتان من البسيط. والخلد ضرب من الجرذان يولد أعمى. والذيخ ذكر الضِّباع، وهو أعرج. والخزر ذكر الأرنب، وهو قصير اليدين سريع العدو بحيث لا يلحقه الكلب في الصُّعُد. وتفسير هذه الكلمات للجاحظ، وقد ساقه المصنف في متن الكلام، ورأينا وضعه في الحاشية أولى. وصفوان بن صفوان الأنصاري ذكره الجاحظ في "البيان والتبيين" أكثر من خمس مرات وروى له شعرًا، كما ذكره ثلاث مرات في كتاب الحيوان، وقال عنه في موضعين (ج ٧، ص ٧٦ و ١١٤): "وكان من رواة داود بن يزيد"، و"وكان عند داود بن يزيد بالمولتان". هذا ولم أعثر له ترجمة مع طول التفتيش، كما أن العلامة عبد السلام هارون - عليه رحمة الله - لم يترجم له.
(٢) ذكر الأصفهاني عن أبي معاذ النميري أن بشارًا ولد له ابنٌ فقال فيه حماد:
سَائِلْ أُمَامَةَ يابْنَ بُرْ ... دٍ مَنْ أَبُو هَذَا الغُلَامِ
كتاب الأغاني، ج ١٤، ص ٣٦٥ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ٥/ ١٤، ص ٤٦٤ (نشرة الحسين).
(٣) وطالع القصيدة، وهي من بحر الطويل، هو:
أَجَارَتَنَا لَا تَجْزَعِي وَأَنِيبِي ... أَتَانِي مِنَ المَوْتِ المُطِلِّ نَصِيبِي
أما البيت الذي ذكر فيه بشار اسم ابنه فهو:
كَأَنِّي غَرِيبٌ بَعْدَ مَوْتِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا المَوْتُ فِينَا بَعْدَهُ بِغَرِيبِ
ديوان بشار بن برد، ج ١/ ١، ص ٢٧٨ - ٢٧٩.
(٤) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٩٩ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٨٤ (نشرة الحسين).
(٥) ومما قاله فيها:
يا بِنْتَ مَنْ لَمْ يَكُ يَهْوَى بِنْتًا ... مَا كُنْتِ إِلَّا خَمْسًا أَوْ سِتَّا
حَتَّى حَلَلْتِ فِي الحَشَى وَحَتَّى ... فَتَتِّ قَلْبِي مِنْ جوًى فَانْفَتَّا
لأَنْتِ خَيْرٌ مِنْ غُلَامٍ بَتَّا ... يُصْبحُ سَكْرَانَ ويُمْسِي بَهْتا =

<<  <  ج: ص:  >  >>