للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحيى البغدادي، وهمام بن غانم (١) السعدي البغدادي، وكان مجدورَ الوجه مثل بشار، وشافع بن علي العسقلاني ثم المصري.

ومن المغاربة الأُعَيني التُّطيلي أحمد الإشبيلي، وابن البقال عبد العزيز الخشَني القيرواني، ومحمد بن جابر الأندلسي، وعلي بن عبد الغني الحصري القيرواني، وابن الخواض القيرواني.

وكان بشار يَعُد للعمى محاسن منها ما ذكرناه آنفًا، ويأتي بعضُها في ذكر مُلحه (٢).

ومن اللطائف ما في الأغاني في ترجمة أبي زكّار الأعمى، عن حماد بن إسحاق، قال: "غَنَّى عَلَّويه يومًا بحضرة أبي، فقال أبي: مَه! هذا الصوت معروف في العمى، الشعر لبشار الأعمى، والغناء لأبي زكّار الأعمى"، وأول الصوت: "عميت أمري" (٣). ومع أن بشارًا كان أعمى، فإنه لم يكن يأتِي في شعره بما يناسب العمى، فإذا قرأتَ شعرَه لم تشعر بأنه أعمى، وذلك من فرط دقة علمه ووصفه للأشياء، إلا قوله في ورقة ١٧٨:


(١) جاء عند الصفدي همام بن غالب بدل غانم. الصفدي، صلاح الدين بن أيبك: نكت الهميان في نكت العميان (القاهرة: المطبعة الجمالية بمصر، ١٣٢٩/ ١٩١١)، ص ٣٠٥.
(٢) ومما قاله بشار في محاسن العمى:
وَعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ وَالعَيْبُ فَيهِمُ ... وَلَيْسَ بِعَارٍ أَنْ يُقَالَ ضَرِيرُ
إِذَا أَبْصَرَ المَرْءُ المُرُوءَةَ وَالتُّقَى ... فَإِنَّ عَمَى العَيْنَيْنِ لَيْسَ يضِيرُ
رَأَيْتُ العَمَى أَجْرًا وَذُخْرًا وَعِصْمَةً ... وَإِنِّي إِلَى تِلْكَ الثَّلَاثِ فَقِيرُ
الوطواط، أبو إسحاق برهان الدين الكتبي: غُرر الخصائص الواضحة وعُرر النقائص الفاضحة، نشرة بعناية إبراهيم شمس الدين (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢٩/ ٢٠٠٨)، ص ٢٤٤. ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ٦٥ (الملحقات).
(٣) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٧، ص ٢١٣ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ٣/ ٧، ص ١٦٦ (نشرة الحسين). "غَنَّى علويه يومًا بحضرة أبي، فقال أبي: مه! هذا الصوت معرقٌ في العمى. الشعر لبشار الأعمى، والغناء لأبي زكار الأعمى، وأول الصوت: عميت أمري". وفيه "معرقٌ" بدل "معروف".

<<  <  ج: ص:  >  >>