(٢) وفيما حكاه أبو عبيدة شيءٌ من طرافة تجعل من المناسب سوقَ الحكاية كاملة، قال: "كان بشار يقول الشعر وهو صغير، وكان لا يزال قومٌ يشكونه إلى أبيه، فيضربه، حتى رقّ عليه من كثرة ما يضربه. وكانت أمه تخاصمه في ذلك، فكان أبوه يقول لها: قولِي له يكف لسانه عن الناس. فلما طال ذلك عليه، قال ذات ليلة: يا أبت لم تضربني كلما شكوْني إليك؟ قال: فما العمل؟ قال: احتج عليهم بقول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [الفتح: ١٧]. فجاؤوه يومًا فقال لهم هذا القول، فقالوا: فقهُ برد أضرُّ علينا من شعر بشار". الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام، ج ٧، ص ٦١١. (٣) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٣٩ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٤٤ (نشرة الحسين). وقد ساق المصنف كلام الأصفهاني بمعناه لا بلفظه. ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤ (الملحقات)، ص ٧٥ - ٧٦.