للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا، وأما ابتكار المعاني فلبشار معان مبتكرة كثيرة، حتى إن الشعراء ليعمِدون إلى معانيه فيسرقونها ويتصرفون فيها، قال بشار:

مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... وَفَازَ بِالطَّيّبَاتِ الفَاتِكُ اللهجُ

فأخذه سَلَم بن عمرو الملقب بالخاسر، فقال:

مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمًّا ... وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الجَسُورُ (١)

وقال بشار:

تذَكَّرُ مَنْ أَحْبَبْتَ إِذْ أَنْتَ يَافِعٌ ... غُلَامٌ فَمَعْنَاهُ إِلَيْكَ حَبِيبُ (٢)

فأخذه علي بن العباس في قوله:

وَحَبَّبَ أَوْطَانَ الرِّجَالِ إِلَيْهُمُ ... مَعَاهِدُ قَضَّاهَا الشَّبَابُ هُنَالِكَا

إِذَا ذَكَرُوا أَوْطَانَهُمْ ذَكَّرَتْهُمُو ... عُهُودَ الصِّبَا فِيهَا فَحَنُّوا لِذَلِكَا (٣)

وقال بشار:


(١) انظر البيتين في: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ٢٠٠ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ٣، ص ٦٨٥ (نشرة الحسين). وبيت بشار من قصيدة من تسعة عشر بيتًا من بحر البسيط، قالها في التودد إلى حبيبته خشابة، وطلعها:
خُشَّابُ هَلْ لِمُحِبٍّ عِنْدَكُمْ فَرَجُ ... أَوْ لَا فَإِنِّي بِحِبْلِ المَوْتِ مُعْتَلِجُ
ديوان بشار بن برد، ج ١/ ٢، ص ٥٥ - ٥٨.
(٢) ديوان بشار بن برد، ج ١/ ١، ص ٢١١. والبيت من قصيدة من بحر الطويل قالها بشار في النسيب بسُعدى بنت صقر بن قعقاع المالكية من بني بكر.
(٣) البيتان هما الخامس والسادس من قصيدة من أربعة وعشرين بيتًا من بحر الطويل يمدح فيها ابن الرومي سليمان بن عبد الله. ديوان ابن الرومي، نشرة بعناية علي حسن بسج (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ٢، ١٤٢٣/ ٢٠٠٢)، ج ٣، ص ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>