للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضمنتها الفهارس المغربية، مثل برنامج ابن أبي الأحوص (١)، فهو يروي كتابَ "الأفعال" عن ابن بقي، عن أبي عبد الله بن عبد الله، عن محمد بن الفرج، عن القاضي يونس بن مغيث، عن ابن القوطية. ومنذ القرن السادس بدأ الناسُ ينصرفون عن كتاب ابن القوطية إلى كتاب "الأفعال" لابن القطاع الصقلي المصري.

وبهذا يتبين أن السند اللغوي بالمغرب، بعد أن انقطع عن السلاسل المغربية الصرفة: قيروانية وأندلسية، ابتدأ مزدوج الأصل: بين مغربي أصيل، هو ابن القوطية، ومشرقي وافد، هو أبو علي القالي، ثم انحدر مغربيًّا صرفًا من الطريقين: طريق ابن القوطية، الذي ذكرنا أسانيده، وهو ضيق الانتشار مقصورٌ على كتاب "الأفعال"، وطريق أبي علي القالي - الذي هو الأوسع والأجمع - ويقوم على أربعة: هم أبو بكر الزبيدي، وابن القزاز (٢)، وابن أبي الحباب (٣) وابن أبان (٤).

فأبو بكر الزبيدي - وهو محمد بن الحسن بن عبد الله الزبيدي (٥) - من الأئمة في اللغة العربية، ألف في اللغة وفي النحو. قال ياقوت: "بلغني أن أهل المغرب يتنافسون في كتبه". (٦) روى عن أبي علي القالي، واختص به، وعنه أخذ كتاب "العين" للخليل، وكتاب "الجمهرة" لابن دريد. واعتنى بفحص كتاب "العين"


(١) ترجمته في فهرس الفهارس للعلامة الكتاني، ص ١٠٠ ج ١.
(٢) اسمه سعيد ترجمته في الصلة. هو الإمام المحدث الثقة، شيخ اللغة، أبو عثمان سعيد بن عثمان بن سعيد، ابن القزاز، البربري، الأندلسي، القرطبي، اللغوي، تلميذ أبي علي القالي. ولد سنة ٣١٥ هـ. حدث عن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وسعيد بن جابر، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني. وحدث عنه أبو عمر بن عبد البر وجماعة، وكان أحد الثقات. مات في وقعة الأندلس في ربيع الأول سنة ٤٠٠ هـ. - المحقق.
(٣) الصلة رقم ٣٣.
(٤) الصلة رقم ٤ ط مجريط.
(٥) ترجمته في معجم ياقوت وفي ابن خلكان.
(٦) الحموي: معجم الأدباء، ج ٦، ص ٢٥١٩. - المحقق.

<<  <  ج: ص:  >  >>