للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذخيرة في شعراء الجزيرة، وقد شاهدتُ جزءًا منه (١) ببلاد المغرب، قاله عبدُ الله تعالى أبو عبد الله الكاتب".

وهذه النسخةُ في سفرٍ ضمَّها مع رسالة للحاتمي في مناظرةٍ بينه وبين المتنبي، ورسالة له في مآخذ المتنبي معانيَ عدة أبيات من كلام الحكيم أرسطاطاليس (٢). وهما بخط من سمى نفسه أنه "أبو عبد الله الكاتب"، وذكر أنه نسخ تينك الرسالتين بالقاهرة في رجب سنة ٦٦٢ (بأرقام الزمام المغربية)، وكتب على ظهر الورقة الأولى من هاتين الرسالتين ما نصُّه: "الحمد لله أبو عبد الله الكاتب قال الإمام الحافظ يحيى بن شرف بن. . ." (٣) ابن حسن بن حسين بن محمد النووي في كتاب الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات في فصل أحرف أشير بها إلى أسماء جماعة من المشهورين بأنسابهم بعد كلام ما نصه: "ومنهم المتنبي الشاعر المشهور أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي. اهـ. من خط مؤلفه لفظًا ومباشرة". فأبو عبد الله الكاتب هذا لقي النووي وشافهه.

وفي هذه النسخة تحريفٌ كثير، وضبطٌ غيرُ صحيح، لكن أكثره واضحُ التصحيح. وبقيت هذه النسخةُ من كتاب ابن بسام بالمشرق إلى أواسط القرن الحادي عشر، فقد تملكها عبد المنعم بن محمد الصديقي الشافعي سنة ١٠٥٢ هـ. وانتقلت إلى المغرب بعد ذلك، فصارت إلى ملك الشيخ محمد الأصرم رئيس ديوان الإنشاء بباردو من تونس. وهو وهبها إلى حفيده أحمد ابن ابنه الحاج محمد حمدة الأصرم سنة ١٢٧٢ هـ.


(١) أي من كتاب الذخيرة، لأنه المجزَّأ أجزاء. - المصنف.
(٢) وقد ذكر العميدي هذه المناظرة في كتابه "الإبانة". العميدي، محمد بن أحمد: الإبانة عن سرقات المتنبي (ويليه سرقاتٌ أخرى نسبت للمتنبي ورسالة الصاحب بن عباد في كشف عن مساوئ المتنبي والرسالة الحاتمية)، تحقيق إبراهيم الدسوقي البسطامي (القاهرة: دار المعارف، ١٩٦١)، ص ٢٥١ - ٢٧٠.
(٣) بالأصل كلمة مأروضة. - المصنف. معنى مأروضة: أكلتها الأرَضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>