للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه أُلصق به هذا اللقب؛ لأن اسمه "الفتح"، فهو سَمِيُّ الوزير الفتح ابن خاقان، كاتب الخليفة المتوكل العباسي (من سنة ٢٣٦ هـ)؛ إذ تشابها في الاسم والنِّحلة الأدبية والوزارة (١). ولذلك فالوجهُ أن تُكتب كلمة ابن من "ابن خاقان" بألف قبل الباء للدلالة على أن الاسم الذي بعدها ليس اسمَ والد صاحب الاسم الذي قبلها.

وُلد الفتح سنة ثمانين وأربعمائة (٤٨٠ هـ)، وتوفي قتيلًا في مراكش ليلة عيد الفطر، وقيل في الثاني والعشرين من المحرم سنة ثمان وعشرين وخمسمائة (٥٢٨ هـ)، وقيل: تسع وعشرين. وجد ذبيحًا في البيت الذي يقيم به في مراكش في فندق أبيت أو لبيت، وقد مثل به تمثيلًا قبيحًا، قالوا: ذبحه عبد أسود كان اختلى به في تلك الليلة (ولعله لم يعرف بعينه). وما شعر الناسُ بموته إلا بعد ثلاث ليال (٢). وقد قيل إن قتله كان بإغراء من علي بن يوسف بن تاشفين ملك اللمتونيين بالمغرب والأندلس، وهو أخو إبراهيم بن يوسف ابن تاشفين الذي ألف الفتح كتاب القلائد برسمه. ودُفن بباب الدباغين من مدينة مراكش (٣).


= من الوقوع في الأعراض صده عن أن يكون علَمًا من أعلام كتاب الدولة المرابطية. قال: وقد رماه الله بما رمى به إمام علماء الأندلس ابن باجَّة، فوجد في فندق بمراكش، قد ذبحه عبد أسود خلا معه". المعجب في حُلى المغرب، تحقيق شوقي ضيف (القاهرة: دار المعارف، ط ٤، ١٩٩٣)، ج ١، ص ٢٦٠.
(١) هو الوزير الفتح بن خاقان بن أحمد، وقيل: الفتح بن خاقان بن غرطوج، من أصل تركي، كان ذكيًّا، أديبًا فاضلًا، وشاعرًا رقيقًا، وكان جوادًا ذا لطف وخلق وحسن معشر. خدم المعتصم والواثق، ثم المتوكل وكان ذا حظوة لديه ومنزلة عنده. كان له مجلس يحضره فصحاء الأعراب، وعلماء الكوفيين والبصريين، كما قال ياقوت. انظر ترجمته مفصلة في: معجم الأدباء، ج ٥، ٢١٥٧ - ٢١٦٣.
(٢) ابن دحية، ذو النسبين أبو الخطاب عمر بن حسن: المطرب من أشعار أهل المغرب، تحقيق إبراهيم الأبياري وزميليه (بيروت: دار العلم للجميع، بدون تاريخ، مصور عن نشرة المطبعة الأميرية بمصر، ١٣٧٤/ ١٩٥٥)، ص ٢٥؛ ابن الخطيب: الإحاطة بأخبار غرناطة، ج ٤، ص ٢٥٣.
(٣) نفح الطيب، ج ٧، ص ٣٥؛ المطرب من أشعار أهل المغرب، ص ٢٥؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>