للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدأبوا على مواصلتنا بآرائهم الصائبة. وكذلك من الشيوخ المكلفين بالتدريس في المعهد وفروعه، والأساتذة القائمين بتدريس الرياضات والطبيعيات الذين أخلصوا في إيصال الطلبة إلى الدرجات التي رجوناها، فكانوا محلَّ الظن من الوفاء ببر الأبوة التي أودعناها، وقربوا بين الثقافتين الزيتونية والصادقية، فقربوا من هذه الأمة مناها، وكانوا في مقابلة الشيوخ الزيتونيين القائمين بالتعليم في الصادقية خيرَ مظهر لصفاء الأخوة الإسلامية من كل شائبة متكرة من شوائب الطائفية والعنصرية.

أما الهيئةُ الإدارية من حضرات الشيوخ الأعلام: أعضاء مجلس الإصلاح المؤلفين للجنة المناظرات والامتحانات، وأصحاب الفضيلة الشيخين النائبين بالمشيخة، والشيخ النائب بإدارة أمور المدارس، ورجال الهيئة الشرعية المشرفين على إدارة فروع المملكة، وسائر الموظفين بالأصل والفروع من المشايخ الكتبة ووكلاء الكتب والقيمين من الأعوان، فلو أننا حاولنا شكرَهم لكان لسانُهم يثني عليهم، ومحامدُهم تعود إليهم، ولكنها النتائجُ تُعرِبُ عن أربابها، والأعمال تزكِّي جهودَ أصحابها. فقد كانت نتائجُ الامتحانات أفصحَ ناطقٍ بشكر الهيئتين، يشهد لهما بما بذلَا من جهد واستحقَّا من حمد.

فقد شارك في امتحان شهادة العالمية في العلوم سبعة وأربعون، أحرز منهم تلك الشهادةَ واحدٌ وعشرون. وشارك في امتحان العالمية في القراءات اثنان أحرز كلاهما على الشهادة، وشارك في شهادة التحصيل في العلوم مائتان وأربعة وسبعون، نجح منهم مائةٌ وسبعة عشر، وفي التحصيل في القراءات ثمانية أحرز منهم على الشهادة سبعةٌ وتخلف واحد، وفي شهادة الأهلية أربعمائة وواحد وستون أحرز منهم ثلاثمائة وثمانية وثلاثون.

وإنها نتيجة في جملتها بَهِجَة سارة، تكافئ شرفَ هذا الجمع الذي أقبل على تلقيها بعناية تقوي همم محرزيها، وتهيب بمن حولهم على أن يلتحقوا بهم، فيدركوا مقامًا نبيهًا، ويفخروا بما لأمتهم من العناية بإكرام النوابغ من بينها.

<<  <  ج: ص:  >  >>