للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العناية التي أظهرها رجلٌ من بنيها، علم مقدارَها فحفظها للعلم الذي لا وطنَ له، على حين يضطهد علماؤنا الجامدون ويحقرون نابغي أمتهم إذا رأوهم يسافرون إلى أوروبا أو يعتنون بعلومها أو يطالبون بإصلاح مختلات أمورهم. فهذان مثالان يكفيان لحياتهم وموتنا، وتنورهم وظلمتنا.

تصلكم بطاقةُ عضوية الخلدونية لتمضوها باسمكم وترسلوها إلي (١). ورجائي أن يوجه لي جنابُكم رحلةَ إدوار بك إلياس (٢) "مشاهد أوروبا وأمريكا" وجزء "فوات الوفيات".

وهذا شهر سبتمبر يزيدنا رجاء لقرب قدومكم سالمين إن شاء الله، وإليكم أطيب التحيات الزاكيات.

والسلام من ابنكم الطاهر بن عاشور


(١) أصبح الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور منذ سنة ١٩٠٤ عضوًا في مجلس إدارة الجمعية الخلدونية التي أنشئت سنة ١٨٩٦، وانتُخب نائبًا للرئيس سنة ١٩١٠.
(٢) إدوار (باشا) إلياس رحالة سوري الأصل، أرثوذكسي المذهب. استوطن مصرًا، وتقدم بها في الوظائف فصار مفتشًا في وزارة الداخلية. قام بعدة رحلات في العالم، ومما صنف في ذلك "مشاهد أوربا وأمريكا"، و"مشاهدات الممالك". توفي سنة ١٣٤١/ ١٩٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>