للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المدارك لعياض قال سلمان بن بلال: "لقد وضع مالك الموطأ وفيه أربعةُ آلاف حديث [أو قال أكثر]، فمات وهي ألفُ حديث ونيِّف، يلخصها عامًا عامًا بقدر ما يرى أنه أصلحُ للمسلمين وأمثلُ في الدين". (١) وبوبه وصنفه على أبواب الفقه، وجعل فيه كتابَ الجامع، وهو أولُ مَنْ ترجم بهذه الترجمة. وفسر ما وقع فيه من غريب الألفاظ العربية، وروى فيه من الآثار ما سلم في معيار النقد وجُرِّب من جهات الصحة. فلذلك كانت أحاديثُ الموطأ أصحَّ الأحاديث. وقد اتفقوا على أن أصحَّ الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". (٢)

ومن أجل ذلك كله اتفق أئمةُ الدين والحديث على أن الموطأ ما جمع إلا الحديثَ الصحيح، وأنه أصحُّ الكتب بعد كتاب الله تعالى. وفي هذا المعنى عباراتٌ مأثورة، قال ابن مهدي: "ما كتابٌ بعد كتاب الله أنفعُ للناس من الموطأ وقال: "لا أعلم من علم الإسلام بعد القرآن أصحَّ من موطأ مالك". (٣) وقال الشافعي: "ما في الأرض كتابٌ في العلم أكثر صوابًا من كتاب مالك(٤) وقال أيضًا: "ما كتب


(١) ترتيب المدارك، ج ١، ص ١٩٣.
(٢) أخرج أبو نعيم بسنده، قال البخاري: "أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر". الأصفهاني، أبو نعيم: الضعفاء، تحقيق فاروق حمادة (الدار البيضاء: دار الثقافة، ١٤٠٥/ ١٩٨٤)، ص ٥٤؛ وهو عند ابن عساكر بلفظ: "أصح الأسانيد كلِّها مالك عن نافع عن ابن عمر، وأصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة". ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن: تاريخ مدينة دمشق، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرومة العمري (بيروت: دار الفكر، ١٤١٥/ ١٩٩٥) ج ٢٨، ص ٥٦؛ المزي، يوسف بن الزكي عبد الرحمن أبو الحجاج: تهذيب الكمال، تحقيق بشار عواد معروف (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط ١، ١٤٠٠/ ١٩٨٠)، ج ١٤، ص ٤٨٠. وكذلك اليحصبي: ترتيب المدارك، ج ١، ص ١٣٦.
(٣) اليحصبي: ترتيب المدارك، ج ١، ص ١٩١.
(٤) روى ابن أبي حاتم عن شيخه يونس بن عبد الأعلى قال: قال الشافعي: "ما في الأرض كتابٌ من العلم أكثرُ صوابًا من موطأ مالك". الجرح والتعديل، ج ١، ص ١٢؛ القرطبي، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري: التمهيد لما في موطأ الإمام مالك من المعاني والأسانيد، تحقيق أسامة بن إبراهيم (القاهرة: الفارق الحديث للطباعة والنشر، ١٤٢٠/ ١٩٩٩)، المقدمة، ج ١، ص ٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>