(٢) جاء كلام الترمذي بشأن حديث أيُّ الشراب كان أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن "ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: "كان أحبَّ الشراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحلوُ البارد". ثم قال: "هكذا رواه غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عن معمر عن الزهري عن عائشة. والصحيح ما روى الزهري مرسلا". ومراده بعبارة "والصحيح ما روى الزهري مرسلًا"، ما حدَّث به أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك عن معمر ويونس عن الزهري: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيُّ الشراب أطيب؟ قال: "الحلو البارد""، ثم قال الترمذي: "وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وهذا أصحُّ من حديث ابن عيينة"، أي الموصول عن طريق عائشة. سنن الترمذي، "كتاب الأشربة"، الحديثان ١٨٩٥ - ١٨٩٦، ص ٤٦٦. (٣) انظر في ذلك: الخطيب البغدادي: الكفاية في علم الرواية، ص ٣٥٧ - ٣٥٨. هذا وسياق الكلام يشعر بأن فيه سقطًا، إذ اقتصر على مناقشة الاحتمال الأول في تفريعه وهو كون التابعي ثقة ضابطًا. أما الاحتمال فطوي ذكره، ونستبعد أن يكون ذلك عن قصد من المصنف. ومما يعضد ما ذهبنا =