للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك حكماء الناس إذا اهتموا بأمر، ربما اتخذوا اسْمَه شعارًا لهم، حتى لقد كانت تُعرف أخلاقُ الرجل منهم في اختيار نقش خاتمه. وهذه سنةُ كلِّ قول، إنما يُعتَدُّ به إذا تبعه عمل. وبمقدار ذلك يكون النفعُ والتأثير، فأيُّمَا قولٍ أو علم لم يتبعه عملٌ فهو تبعاتٌ على صاحبه. ولهذا تعوَّذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من علم لا ينفع، (١) أي لا ينشأ عنه عمل. وقد كان من دعاءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدنِي علمًا". (٢) والله أعلم.


(١) عن زيد بن أرقم. قال: "لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كان يقول: "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها"". صحيح مسلم، "كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار"، الحديث ٢٧٢٢، ص ١٠٤٦؛ سنن الترمذي، "كتاب الدعوات"، الحديث ٣٤٨٢، ص ٧٩٩؛ سُنَنُ أبي دَاوُد، "كتاب الصلاة"، الحديث ١٥٤٨، ص ٢٥١؛ سنن ابن ماجه، "كتاب السنة - المقدمة"، الحديث ٢٥٠، ص ٣٨.
(٢) أخرج الترمذي عَن أَبي هُرَيْرَةَ أن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ انفعني بما علَّمتني، وعلِّمني ما ينفعُنِي، وزدني علمًا، الحَمْدُ لله على كُلِّ حالٍ وأعوذُ بالله منْ حالِ أهلِ النَّارِ". قال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ من هَذَا الوَجْهِ". سنن الترمذي، "كتاب الدعوات"، الحديث ٣٥٩٩، ص ٨٢١؛ سنن ابن ماجه، "كتاب السنة - المقدمة"، الحديث ٢٥١، ص ٣٨ (بدون: وأعوذُ بالله منْ حالِ أهلِ النَّارِ).

<<  <  ج: ص:  >  >>