للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنف عبد الرزاق كتابَ "المسند"، قال يحيى بن معين: "قال لِي عبد الرزاق: اكتبْ عني حديثًا واحدًا من غير كتاب، فقلت: لا، ولا حرفًا". (١) وأكثر الطبرانِيُّ من الرواية عن عبد الرزاق. وقد روى عنه أحاديثَ في غير مسنده كثيرٌ من الضعفاء، مثل أبي جعفر، (٢) فكتب وهو ملموز بالكذب، وأبي الأزهر النيسابوري. (٣)

فهذا الحديثُ المرويُّ عن عبد الرزاق غيرُ معروف عند الْحُفَّاظ، إذ لم يروه أهلُ الصحيح، ولا أصحابُ السير المقبولة مثل ابن إسحاق والحلبي. ولم يروه عياض في "الشفاء"، مع ورود مناسبات كثيرة في الشفاء تناسب ذكرَ هذا الحديث لو كان مقبولًا عنده، منها تكلمه على قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ. . .} [النور: ٣٥] عندما ذكر قول من جعل الضمير في قوله: "مَثَلُ نُورِهِ" عائدًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولم يذكره السيوطي في جمع الجوامع، لا في القسم المرتب على حروف المعجم، ولا في القسم المرتب على المسانيد، ومنها مسند جابر بن عبد الله الذي روى عنه


(١) ذكر ذلك الذهبي نقلًا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند. سير أعلام النبلاء، ج ٩، ص ٥٦٧ - ٥٦٨.
(٢) لعله السويدي! محمد بن النوشجان، انظر: (تاريخ دمشق) ج ٥٦، ص ١٣٥، الترجمة رقم (٧٠٧٨)، (لسان الميزان)، ج ٧، ص ٥٥٤، رقم (٧٥١٢).
(٣) هو أبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط، العبدي، النيسابوري، إمام، حافظ، ثبت، كان محدث خراسان في وقته. ولد بعد سنة ١٧٠ هـ، رأى سفيان بن عُيَيْنَة، وليس معروفًا لِمَ لَمْ يسمع منه. سمع عبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد، ومالك بن سعير، ويعقوب بن إبراهيم، ووهب بن جرير، وعبد الرزاق الصنعاني، ويعلى بن عبيد، وأنس بن عياض الليثي، وعبد الله بن ميمون القداح، ومحمد بن بشر، وخلقًا كثيرين سواهم بالحجاز واليمن والشام والكوفة والبصرة وخراسان. جمَع وصنَّف، وحدث عنه رفيقاه محمد بن رافع ومحمد بن يحيى، وسمع منه شيخه يحيى بن يحيى التميمي. وحدث عنه النسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وموسى بن هارون، وابن خزيمة، وخلق آخرون. وممن روى عنه الدارمي، والبخاري، ومسلم. توفِّيَ أبو الأزهر سنة ٢٦٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>