للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبِهذا يُعلم أن جميعَ ما يفعله بعضُ الناس من تجديد ذكر الأحزان على الأموات والتجمع للبكاء في الأعياد ونحوها من المُحرَّمات شرعًا، وكذلك الحزنُ الذي يزعمُه العامةُ في يوم عاشوراء وما يليه حدادًا على الحسين بن علي - رضي الله عنهما -.


= قالت: نعم، إن لشعاري سببًا، وذلك أن زوجي كان رجلًا متلافًا للأموال، يقامر بالقداح، فأتلف فيها مالَه حتى بقينا على غير شيء، فأراد أن يسافرَ فقلت له: أقِم وأنا آتِي أخي صخرًا فأسأله. فأتيتُه وشكوتُ إليه حالَنا وقلة ذات اليد بنا، فشاطرنِي مالَه. فانطلق زوجي فقامرَ به فقُمر حتى لم يبق لنا شيء، فعُدتُ إليه في العام المقبل أشكو إليه حالنا، فعاد لي بمثل ذلك فأتلفه زوجي. فلما كان في السنة الثالثة والرابعة خلت بصخر امرأته فعذلته، ثم قالت: إن زوجها مقامر وهذا ما لا يقوم له شيء فإن كان لا بد من صلتها فأعطها أخسّ مالك فإنما هو متلف والخيار فيه والشرار سيان فأنشأ يقول لامرأته:
وَالله لَا أَمْنَحُهَا شِرَارَهَا ... وَهيَ حَصَانٌ قَدْ كَفَتْنِي عَارَهَا
وَلَوْ هَلكْتُ خَرَّقَتْ خِمَارَهَا ... وَاتَّخَذَتْ مِنْ شَعْرٍ صِدَارَها
ثم شطر ماله فأعطانِي أفضلَ شَطرَيْه. فلما هلك اتخذتُ هذا الصدار، والله لا أخلف ظنه، ولا أكذب قوله ما حييت". أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء، جمع وتحقيق وشرح الأب لويس شيخو اليسوعي (بيروت: المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، ١٨٩٦)، ص ٢٠ - ٢١. وذكر محقق الديوان أن القصة المذكورة وردت في بعض مخطوطات الديوان، ولم أتمكن من توثيقها من كتب التاريخ والتراجم. وقد ساق القصةَ مختصرةً صاحبُ الخزانة، مع اختلافٍ في ألفاظ البيتين المنسوبين لصخر وصورتهما، دون ذكر لمصدرها. البغدادي، عبد القادر بن عمر: خزانة الأدب ولب لُباب لسان العرب، تحقيق عبد السلام محمد هارون (القاهرة: مكتبة الخانجي، ط ١، ١٤٠٦/ ١٩٨٦)، ج ١، ص ٤٣٥ - ٤٣٦. "والصِّدار ثوب رأسه كالمقنعة، وأسفله يغشي الصدر والمنكبين، تلبسه المرأة. قال الأزهري: وكانت المرأة الثكلى إذا فقدت حميمَها فأحَدَّت عليه لبست صِدارًا من صوف". ابن منظور: لسان العرب، ج ٤، ص ٤٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>