للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمشهور أنه ولد في اليوم الثاني عشر منه، وأنه ولد عند الفجر، وذلك من عام الفيل، وهو العام الذي دخل فيه جيش الحبشة مكة. فكان يوم المولد لخمسين أو خمسة وخمسين يومًا مضت من يوم دخول الفيل مكة، (١) ويوافق يوم المولد اليوم العشرين من إبريل سنة إحدى وسبعين وخمسمائة من ميلاد المسيح. قيل كان ذلك عند طلوع منزلة الغفر من منازل القمر، (٢) وكان عند دخول الشمس في برج الحمل، وهو أول البروج الربيعية.

وقبلته الشِّفاء (بكسر الشين وفتح الفاء مخففة)، وهي بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، قيل هي أم عبد الرحمن بن عوف.

كان موضع ولادته الذي لا اختلافَ فيه بين أهل مكة بدار أبيه عبد الله، وهي عند الصفا في شعب بني عامر، الذي سمي بعد ذلك سوق الليل. وقد كانت تلك الدار مسكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدة إقامته بمكة قبل الهجرة، ولَمَّا هاجر احتازها عقيل بن أبي طالب، ثم باعها ولده من محمد بن يوسف الثقفي، فأدخلها في داره التي تعرف بالبيضاء. ولمَّا حجت الخيزران زوج المهدي اشترتها، وفصلت الدار التي وُلد فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلتها مسجدًا، وأشرعت بابه إلى الزقاق المعروف بزقاق المولد. وبنى السلطان محمد خان العثماني الثالث لذلك المسجد قبةً ومئذنة في سنة ١٠٠٩ هـ، وقد رأيتُ أن هذه الدار كانت تُسمى دارَ التبابعة، (٣) ولم أقف على وجه هذه التسمية.


(١) الزهري: كتاب الطبقات الكبير، ج ١، ص ٨١؛ البيهقي: دلائل النبوة)، ج ١، ص ٧٩؛ النويري: نهاية الأرب، ج ١٦، ص ٤٨.
(٢) الغَفْر: منزل من منازل القمر ثلاثة أنجم صغار، وهي من الميزان.
(٣) ذكر ذلك الفيروزآبادي في فصل التاء من باب العين حيث قال: "ودارُ التبابعة بمكة وُلد فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -". القاموس المحيط، ج ٣، ص ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>