للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفًا ولا عدلا". (١) ولذلك أمر رسول الله بتعمير المدينة، وكره أن تعرى المدينة، وقال لبني سلمة لمَّا أرادوا أن ينتقلوا بالسكنى إلى قرب المسجد النبوي: "يا بني سَلِمة، ألا تحتسبون خطاكم؟ " (٢)

وفي الموطأ عن سفيان بن أبي زهير قال: سمعت رسول الله يقول: "يُفتح اليمن فيأتِي قومٌ يبِسُّون، (٣) فيتحمَّلون بأهليهم ومَنْ أطاعهم، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، ويُفتح الشام فيأتِي قوم يبِسُّون فيتحملون بأهليهم ومَنْ أطاعهم، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، وُيفتح العراق فيأتي قوم يبِسّون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون". (٤)


(١) جزء من حديث من طريق الأعمش عن علي بن أبي طالب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المدينةُ حَرَمٌ ما بين عائر إلى ثور، من أحدث فيها حدثًا، أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل"، وقال: "ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدل، ومن تولَّى قومًا بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل". صحيح البخاري، "كتاب فضائل المدينة"، الحديث ١٨٧٠، ص ٣٠١؛ "كتاب الجزية والموادعة"، الحديث ٣١٧٩، ص ٥٢٩ - ٥٣٠؛ صحيح مسلم، "كتاب الحج"، الحديث ١٣٧٠، ص ٥٠٩ (وقد خرجه كذلك في "كتاب العتق"، ص ٥٨٢)؛ سنن الترمذي، "كتاب الهبةِ والولاء"، الحديث ٢١٢٥، ص ٥١٣. واللفظ لمسلم.
(٢) لم أجده بهذا اللفظ، وإنما جاء بلفظ: "يا بني سلمة، ألا تحتسبون آثاركم". صحيح البخاري، "كتاب الأذان"، الحديث ٦٥٥، ص ١٠٧؛ "كتاب فضائل المدينة"، الحديث ١٨٨٧، ص ٣٠٣؛ سنن ابن ماجه، "أبواب المساجد والجماعات"، الحديث ٧٨٤، ص ١١٢.
(٣) يبسون، بفتح المثناة التحتية أو ضمها مع كسر الموحدة أو ضمها وشد السين، من البس وهو سَوْقٌ بلين، أي يسوقون دوابَّهم إلى المدينة، ومعناه يزينون لأهلهم البلاد التي تفتح ويدعونهم إلى سكناها. - المصنف.
(٤) الموطأ برواياته الثمانية، "كتاب الجامع"، الحديث ١٧٥١، ج ٤، ص ٢٥٤؛ صحيح البخاري، "كتاب فضائل المدينة"، الحديث ١٨٧٥، ص ٣٠٢؛ صحيح مسلم، "كتاب الحج"، الحديث ١٣٨٨ (٤٩٧)، ص ٥١٤. واللفظ لمالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>