للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقضي ذَماءَ النفْسِ في عرصاتِها ... غريبًا لدَيْها والغريبُ شهيدُ

[١١٠ ظ] وإنّ امرءًا يقضي فريضةَ ... وزَوْرةَ قبرِ المصطفى لَسعيدُ

وقد فاز بالحُسنى ونال زيادةً ... سعيدٌ يُواريه هناك صعيدُ

سلامٌ على البيتِ الحرام وطيبةٍ ... يكُرُّ على رَبْعيهِما ويعودُ

سلامَ محُبٍّ كلّما ذكْرُ [أرضِها] (١) ... تبادَرتِ الأجفانُ منهُ تجودُ

والقطعةُ الحِجَازيّة ختَمَها ببيت من بيتَيْ بلالِ ابن حَمامةَ رضيَ اللهُ عنه (٢)، وقد أنشَدتُها عليه، وهي [الطويل]:

ألا هل إلى البيتِ العَتِيقِ سبيلُ؟ ... وهل ليَ في وادي الأراكِ مَقيلُ؟

وهل لصَدٍ من ماءِ زمزمَ نغبةٌ (٣) ... يُفَلُّ بها بينَ الضلوع غليلُ؟

ومَن لي أتاح اللهُ سُؤليَ أَنْ أرى ... دُموعيَ في بطن المَسِيل تَسيلُ؟

فيا نجدُ أنجِدْني بهَبَّةِ نَفْحةٍ ... تمُرُّ بعِطْفِ الروضِ وهْو بَليلُ

ففي نَفَسٍ منها عليلُ عُلالةٍ ... لقلبي وهل يَشفي العليلَ عليلُ؟

ويا كعبةً رَصَّ الخليلُ بناءَها ... أمَا مُسعِدي يومًا إليكِ خليلُ؟

ثكِلتُ فؤادي يومَ أنساكِ أو أرى ... إلى الصبرِ والسُّلوانِ عنكِ سبيلُ

فلا زال بي شوقٌ إليكِ مبرِّحٌ ... ولا فاتَني وَجْدٌ عليكِ طويلُ


(١) بياض في ح ط، والزيادة من م.
(٢) هو بلال مؤذن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكان حين هاجر إلى المدينة أصابته الحمى فكان يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل؟
وهل أردن يومًا مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
(وينظر العقد لإبن عبد ربه ٥/ ٢٨٢).
(٣) في م ط: "نفثة".

<<  <  ج: ص:  >  >>