للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخُوارِزميِّ الزمخشَريّ، وكان ممّا توَلَّى نسْخَه أبو العبّاس هذا (يعني أحمدَ المعروفَ بابن رأس غَنَمة) من الأصل المحبّس بمدرسة القاضي الفاضل أبي عليّ عبد الرّحيم بن عليّ بن الحَسَن بن الحَسَن بن أحمد البَيْسانيّ رحمه الله، وهو مسموع على مصنِّفه؛ و"مقاماتُ الزمخشَريّ الخمسون"، و"شرحُ السُّنة" تأليفَ الإمام أبي محمد الحُسَين بن مسعود البَغَوي رحمه الله، و"تاجُ اللُّغة وصحاحِ العربيّة" تصنيفَ أبي نَصْر إسماعيلَ بن حمّاد الفارابيّ نزيل نَيْسابور المعروفِ بالجَوْهريّ رحمه الله، وهو مما قابلَه أبو العبّاس هذا، وكانت النُّسخةُ التي جَلَباها من هذا الكتاب في ثمانية أسفار بخطّ مشرقيّ، و"إكمالُ الأفعال" تأليفَ أبي بكر محمد بن عُمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى الداخِل إلى الأندلس ابن مُزاحِم مَوْلى عُمرَ بن عبد العزيز المعروف بابن القُوطيّة تكميلَ الشّيخ أبي القاسم عليّ بن جعفرٍ السَّعْديّ ابن القَطّاع الآتي ذكْرُه في الغُرباء من هذا الكتاب إن شاء الله، إلى غير ذلك من التصانيف، وكان أبو العبّاس نبيلَ الخطّ نقيَّ الوِراقة حسَنَ الطريقة، كتَبَ بخطّه الكثيرَ من دواوين العلم عمومًا ومن هذه المسَمّاة خصوصًا باقتراح رؤساءِ عصرِه من الأمراء والقضاة واغتنامهم ما يكونُ بخطّه عندَهم وإجزالهم له المَثُوبة" (١).

ونفهمُ من العبارات الأخيرة في هذه الفقرة أنّ هُواةَ الكُتُب كانوا يتَهافتونَ على النُّسخ الخطّية الجيِّدة المحرَّرة، ويتنافسونَ في اقتنائها ويُغالونَ في أثمانها، وكان الأمر عندهم في ذلك أشبَه بما هو معروف اليوم في الطّبعات النقدية أو النادرة أو الخاصّة المرقَّمة.

وابنُ عبد الملك يُعنى كثيرًا بالإشارة إلى هذا الموضوع خلال بعض التراجم، فمن ذلك: قولُه في ترجمة ابن خَيْر الفاسيّ مؤلّف الفِهرسةِ المعروفة: "وكانت كُتُبه وأصُولُه في غاية الصّحة ونهاية الإتقان؛ لتهمُّمه بمقابلتها وعكوفه


(١) الذيل والتكملة ١/الترجمة ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>