للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محا محاسنَها طاغٍ أُتيحَ لها ... ما نامَ عن هَضْمِها حينًا ولا نَعِسا

ورَجَّ أرجاءها لما أحاطَ بها ... فغادَرَ الشُّمَّ من أعلامِها خُنُسا

خَلَا له الجوُّ فامتدَّتْ يداهُ إلى ... إدراكِ ما لم تطَأْ رِجلاهُ مختلِسا

وأكثَرَ الزَّعمَ بالتثليثِ منفردًا ... ولو رأى رايةَ التوحيدِ ما نبَسا

صِلْ حَبْلَها أيُّها المولَى الرّحيمُ فما ... أبقَى المِراسُ لها حبلًا ولا مَرَسا

وأَحْيِ ما طَمَسَتْ منها العُداةُ كما ... أحيَيْتَ من دعوةِ المَهْديِّ ما طُمِسا

أيامَ صِرتَ بنَصْرِ (١) الحقِّ مُستَبِقًا ... وبِتَّ من نُورِ ذاك الهَدْيِ مقْتَبِسا

وقمتَ فيها بأمرِ الله مُنتصرًا ... كالصارم اهتزَّ أو كالعارضِ انبَجَسا

تمحو الذي كثَّفَ (٢) التجسيمُ من ظُلَمٍ ... والصبحُ ماحيةٌ أنوارهُ الغَلَسا

وتقتضي الملِكَ الجَبّارَ مُهجتَه ... يومَ الوَغَى حِيرةً لا تَرقُبُ الخَلَسا

هذي وسائلُها تدعوك من كثَبٍ ... وأنت أفضلُ مرْجوٍّ لمن يَئِسا

وافَتْكَ جاريةً بالنُّجحِ راجيةً ... منكَ الأميرَ الرِّضا والسيِّدَ النَّدُسا

خاضتْ خضَارةَ يُعليها ويَخفِضُها ... عُبَابُهُ فتعاني اللِّينَ والشَّرَسا

وربّما سَبَحَتْ والرِّيحُ عاتيةٌ ... كما طلَبْتَ بأقصى شدِّهِ الفَرَسا

تؤمُّ يحيى بنَ عبد الواحدِ بن أبي ... حَفْصٍ مُقبِّلةً من تُرْبِه القُدُسا

مَلْكٌ تقلَّدتِ الأملاكُ طاعتَهُ ... دينًا ودُنيا فغَشَّاها الرِّضا لبَسا

من كلِّ غادٍ على يُمناهُ مُستلِمًا ... وَكلِّ صادٍ إلى نُعماهُ ملتمِسا

مؤيَّدٌ لو رَمَى نَجْمًا لأثبتَهَ ... ولو دَعَا أُفُقًا لبَّى وما احتبَسا


(١) في أزهار الرياض: "سرت لنصر"، وبهامش ب: "أيان".
(٢) في أزهار الرياض: "كتب".

<<  <  ج: ص:  >  >>