للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستقبَلَ السَّعدَ وَضّاحًا أسرَّتُهُ ... من صَفْحةٍ فاض منها النُّورُ فانعكسا

وقبَّلَ الجُودَ طَفَّاحًا غَواربُهُ ... من راحةٍ غاضَ فيها البحرُ فانغَمَسا

يا أيُّها الملِكُ المنصورُ أنتَ لها ... علياءَ تُوسعُ أعداءَ الهدى تَعَسا

وقد تواترتِ الأنباءُ أنك مَن ... تُحيي بقتلِ ملوكِ الصُّفْرِ أندَلُسا

طَهِّرْ بلادَكَ منهمْ إنّهم نَجَسٌ ... ولا طهارةَ ما لم تَغسِلِ (١) النَّجَسا

وأوطِئ الفَيْلقَ الجَرّارَ أرضَهمُ ... حتى يُطَأطئَ رأسًا كلُّ من رَأَسا

وانصُرْ عَبِيدًا بأقصىَ شَرْقِها شَرِقَتْ ... عيونُهم أدمُعًا تَهمي زكًا وخسَا

همْ شِيعةُ الأمرِ وهْي الدارُ قد نُهِكتْ ... داءً متى لم تُباشِرْ حَسْمَه انتَكَسا

فاملأ -هنيئًا لكَ التمكينُ- ساحتَها ... جُرْدًا سَلاهبَ أو خَطِّيَّةً دُعُسا

واضرِبْ لها موعدًا بالفَتْح تَرقُبُهُ ... لعلَّ يومَ الأعادي قد أتَى وعسى

[..................... ... ...............................] (٢)

فممّن استَحسَنَ جوابَه منهم الأُستاذُ أبو عبد الله، [......] (٣) قال [البسيط]:

بَشْراكمُ إنَّ رَسْمَ الكُفرِ قد دَرَسا ... فارتَجَّ إيوانُ أهلِ الشِّركِ وارتَجَسا

بُشراكُمُ اليومَ إنّ النَّصرَ مُقتبِلٌ ... عن جِدِّ عزمٍ يكرُّ النفْسَ والنفَسا

وغَيْرةً لبلادِ الله أنْ يطأَ الـ ... ـتّثليثُ وهْو خبيثٌ أرضَها القُدُسا

وهِمّةٌ أقسَمتْ في النفْس لا احتَجنَتْ ... عن أرضِ أندَلُسٍ مالًا وإنْ نَفُسا

لكي تعودَ إلى الإسلام عادتُهُ ... ويَلبَسَ الحقُّ نُورًا بعدَ أن لُبِسَا


(١) في أزهار الرياض: نغسل -بالنون- وقال المقري: هو أصوب مما وقع بخط بعضهم بالتاء لأن مثله لا يصلح للمخاطبات السلطانية.
(٢) بياض بقدر أربعة أسطر.
(٣) بياض في النسختين.

<<  <  ج: ص:  >  >>