للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتَستوي قَدَمُ الإسلام ثابتةً ... في دارِه لا تَرى دَحْضًا ولا دَهَسا

كأنّكمْ بجنودِ الله طالعةً ... رايتُها في ثناياكمْ زكًا وخسا

كأنّكمْ بجنودِ الله قد خَضَدَتْ ... بالسَّيفِ من شَوْكةِ الإشراكِ ما نَخَسا

تلك التي لا يُريمُ النَّصرُ طالعَها ... بما اكتَسَى من أسامي أهلِها وكَسَا

حتى تُوازيْ بحولِ الله أندَلُسٌ ... أمنًا وكثرةَ إيمانٍ طَرابُلُسا

بكلِّ أجرَدَ مختالٍ تُفَرِّسُ في ... إلهابِه البَرْقَ لولا ما تَرى الفَرَسا

عليه كلُّ طويلِ الباعِ منْصَلِتٌ ... كأنّه غُصُنٌ في مَتْنِهِ غُرِسا

ماضي العزيمةِ آبّاءُ الهضيمةِ ركّابُ ... العظيمةِ لا نِكْسًا ولا شَكِسا

حامي الحقائقِ فرّاجُ المضائقِ محـ ... ـمودُ الخلائقِ لا وَعْرًا ولا شَرِسا

يرضَى الوغَى مَعْلَمًا والموتَ مُعتصَبًا ... والضَّربَ مدَّرعًا والطَّعنَ متَّرَسا

تمَّت به لتميمٍ كلُّ مكرُمةٍ ... فلا زُرارةَ في العليا ولا عدُسا

ومن سَليمِ بن منصُورِ بْنِ عكرِمةٍ ... شُمٌّ إذا اعتَجَروا لم تتَّهمْ فطسا

بِيضٌ غدا فَرْعُهمْ يَسري إلى مُضرِ الـ ... ـحمراءِ أصلًا سَرى هذا وذاك رَسَا

همُ الأولى أَوْطَنوا قِدْمًا طَرابُلُسًا ... فكيف لا يُوطِنونَ اليومَ أندَلُسا؟!

وهْي الحدائقُ غُلْبًا كلّما غَلَبت ... على كريمٍ أفادت طبعَه سَلَسا

كم استقَرَّ بها الإِسلامُ محترَمًا ... حِماهُ بالبِيض أو بالسُّمرِ مُحترَسا

وكم أدارَ رحَى الحربِ الزَّبُونِ بها ... الأعداءُ فيها فلم يزبنْ ولا نُكِسا

مازال ساكنُها بالعدلِ متَّسِمًا ... بالدِّينِ ملتبِسًا للخيرِ مُلتمِسا

أو قارئًا لكتابِ الله مجتهدًا ... أو مُبْلِيًا في مَثَارِ النَّقْع مُنغمِسا

أو راحلًا نحوَ بيتِ الله مُغترِبًا ... أو قافلًا من إياةِ العلم مُقتَبسا

<<  <  ج: ص:  >  >>