للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباذلًا نفْسَه في الله محُتسِبًا ... أموالَهُ في سبيلِ الله مُحتبِسا

قد فاز فيها بإحدى الحُسْنيَيْنِ ... فإمّا غارِمًا عُشُرًا أو غانمًا خُمُسا

ولم تزَلْ عُصبةُ التوحيدِ تكلؤُها ... مُصيخةً نحوَ داعيها وإن هَمَسا

إذا المُلِمّةُ ضافتْ رَحْلَ ضيفِهمُ ... داسُوا لها النارَ أو حاسوا لها القَبَسا

واستَنْجَدوا بأسَهمْ في نَصْرِهِ فعَدَوْا ... عنه مُعاديَهُ خَزْيانَ مُبتئسا

لو أنكمْ قبلَ إلمامِ العدوِّ بكمْ ... دعوتمُوهمْ لألفَيْتُمْ أُساةَ أَسى

ولو مدَدتُمْ قُبَيْلَ السَّيلِ أيديَكمْ ... لم تعدَموا أن يمُدُّوا نحوَكمْ مرسا

لكنْ أتيتُمْ وقد عمَّ السَّقامُ وقد ... يَشفي العليلَ علاجٌ بعدَما نُكِسا

لقد تراخَيْتُمُ حتى فشَتْ عِللٌ ... يُعيي التنطُّسُ فيها الحاذقَ النَّطِسا

والسَّهمُ مالم يُرَشْ قبلَ الرِّماءِ بهِ ... كالغُصن شُذِّبَ إلا أنهُ يَبُسا

ما حيلةُ الغَوْثِ فيمَن جاء يَطلُبُهُ ... واليَمُّ قد طَمَّ والإنسانُ قد غَطَسا

أَعزِزْ على ملّةِ الإسلام أنْ فُجِعت ... فيكمْ بأربع دُرْسٍ غُودرت دُرُسا

فأمكنَتْ فُرصةٌ فيكمْ عدوَّكمُ ... فكان مُفترِشًا بل كاد مُفترِسا

وصار في كلِّ دارٍ مأتمٌ لكمُ ... أَضحى كما قُلتمُ عندَ العِدا عُرُسا

فعندَها غضَبِتْ للحقِّ عُصْبتُهُ ... فكلُّ ذي كَبِدٍ من حيثُ لان قَسا

لمّا رَعَوْا ما لكمْ من ذمَّةٍ عَبَروا ... إليكمُ البحرَ لا رَهْوًا ولا سَلِسا

فأَقْبَلُوكمْ نواصي كلِّ طائفةٍ ... وإنْ غدا إلْفُها في الماءِ قد غُمِسا

يَحمِلنَ أهلَ مَضاءٍ في الحروبِ سَرَوا ... رَكْبًا ولكنّهمْ في صُورة الحبسا

في الطمْسِ يَستبطئونَ الرِّيحَ عاصفةً ... حِرصًا لإتمام نُورِ الله إذ طُمِسا

<<  <  ج: ص:  >  >>