للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ارعَوى الدّهرُ فانتاشَ الحَسِيرَ كما ... راشَ الكَسِيرَ فوَلَّى الأمرَ مُنكبِسا

وهذه عادةُ الأيام فانتظِروا ... فليس يكشِفُ إلا اللهُ ما التَبَسا

لا بدَّ لله من إنجازِ موعدِه ... وإنْ تَطاوَلَ إنساءٌ وطال نَسا

[....] (١) أبو عبد الله محمدُ بن أحمدَ الحَضْرَميُّ قال [البسيط]:

لبَّاكَ مُصْغٍ لِداعٍ كلما نَبَسا ... ما زال مُذْ دهرِهِ للغَزْوِ مُلتمِسا

غَضْبانَ لله لو يَرضى لشِرعتِهِ ... يَقْظانَ عن نُصْرةِ الإسلام ما نَعِسا

وما عسى مَن عسا إيناعَ زَهْرتِها ... وقَطْفَها قد أتى مُستعجِلًا وعسا

إنْ شانَ مِن دَنَسِ الخِذلانِ شائنةٌ ... فقد هَمَى غيثُ نَصْرٍ يغسِلُ الدَّنَسا

أو شابَ مِن دَلَسِ الإخفاق شائبةٌ ... فقد أتى نقْدُ إنجاح نفَى الدَّلَسا

خيل تُخيِّلُ من نَقْع الهِيَاج دُجًى ... فتبتغي فيه من نارِ القَنا قَبَسا

فلو أُتيحتْ عصا موسى إذَنْ سَلكتْ ... من العُبَاب طريقًا للوغَى يَبسا

تُحالفُ السَّعدَ لا تَأْلو تُخالفُهُ ... فلو رأتْ مِسطَحًا يومًا لَما تَعِسا

كأنْ بها وعزيزُ النَّصرِ رائدُها ... كخادمٍ لرضا مخدومه التَمَسا

من كل غاديةٍ في الكفرِ عاديةٍ ... تُرْدي وتَرْدي فتحدي النَّفْس والنَّفَسا

بكلِّ ليثٍ ولكنْ باللّيوثِ سَطَا ... ليست بَراثنُهُ إلا قنًا دُعسا

عاري الأشاجع لكنْ من شجاعتِهِ ... كاسٍ، فسائلْ به عريانَ قد لَبِسا

قاسٍ على الفَرْي ساقٍ سيفَهُ عَلَلًا ... من النَّجِيع فجرِّبْ ما سَقَى وقسا

يُلْهيه ألعَس أحوى ظلَّ يُشْرِعُهُ ... في الحربِ عن رَشْفِه أحوى حوى لَعِسا

تناصَفَ الرأيُ والإقدامُ فيه فلا ... يزالُ مفترِصًا طَوْرًا ومُفترِسا


(١) بياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>