للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَراغمُ الغابِ إلا أنّها تَخِذَتْ ... ملابسَ الرَّقْش في يوم الوغَى لُبُسا

من كلِّ أروَعَ راعي الجيشَ مدَّرِعًا ... وابتَزَّ بِزّةَ رَبِّ الجيش متَّرِسا

كتائبٌ لا تَرى الرُّوحَ الأمينَ بها ... إلّا على فَرَسٍ لم تَدْره فَرَسا

فاءَتْ على فئةِ التوحيدِ رايتُها ... كما تهَدَّلَ فوقَ الرَّوضِ ما غَرَسا

فأوْجدوا من وجودِ الأمنِ مُنعدِمًا ... وشيّدوا من بِنا الإسلام ما دَرَسا

قلْ للجزيرةِ، لا يُصبحْ بها جَزَرًا ... أو يُمسِ إلّا أَعاديها صباحَ مسا:

لا تَيْأَسي فعزيزُ النَّصرِ ضاءَ لهُ ... صُبحٌ كصِدقِ رجاءٍ عادَ مَن يئسا

وكالهُدى نَسَخَ التضليلَ مُحْكَمُهُ ... وكالصَّباح جلا لَأْلاؤُهُ الغَلَسا

كتائبٌ تَدَّني منها لدانِيَةٍ ... نَواطقٌ بنداءٍ يُخْرِسُ الجَرَسا

فاستَشعِري الفتحَ إنجازًا بلا عِدَةٍ ... كما سَقَى الغَيْثُ عَفْوًا ما ذَوى وعسا

كتائبٌ من جيوش النَّصر لا كُتُبًا ... وحارساتٌ من التأييدِ لا حَرَسا

عسى فتوحٌ تأتَّى للهُدى صَدَرتْ ... عنها حُتوفٌ تأتَّى للضلالِ عسى

وعلَّ أنْ يوطِنَ التوحيدُ مَوطنَهُ ... قَسْرًا ويُخلي من التثليثِ أندَلُسا

متى يَحُلُّ بها الإيمانُ في نِعَمٍ ... تَتْرى وَيرحَلُ عنها الكُفرُ مُبتئسا

وتَنثني ألسُنُ الإيمانِ ناطقةً ... بما ابتغَى ولسانُ الكُفرِ قد خَرِسا

بحيثُ تَهْدِمُ راحاتُ الهُدى بِيَعًا ... مَنْ باع في هَدمِها مَحْياهُ ما وُكِسا

فيُفصحُ الدّهرُ فيها بعدَ عُجْمتِهِ ... وَيضحَكُ الدِّينُ منها ضِعفَ ما عَبَسا

كأنْ بها آنَسَتْها العينُ لازَمَها ... ما يُؤْنِسُ الوحشَ أو ما يوحشُ الأُنسا

فردَّ من طُولِها طُولُ القَنا قِصَرًا ... قَسْرًا ومن شَمَمٍ في هضَبِها خَنَسَا

<<  <  ج: ص:  >  >>