للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتحٌ لأهلِ التَّبَدِّي باليقينِ بَدَا ... هجاؤُهُ في أُولي التضليلِ قد عُكِسا

فمِن ندًى فيكمُ آسَى عديمَ غِنًى ... ومن وغًى قد أَسا منكُمْ كليمَ أسى

لم يَحْمِ عنكمْ صَنيعًا نأيُ دارِكُمُ ... والغَيثُ يَهمي بأقصىَ الأرضِ مُرتجِسا

والشمسُ في رابع الأفلاكِ مقْبِسةٌ ... من نُورها في حَضِيض الأرض مُقتبسا

وإنْ نَأَتْ بالعِدا دارٌ فدانِيَةٌ ... منهُمْ وقائعُ تُبقي حيَّهمْ رمسا

والقوسُ أصمَى وأرمَى وهْي نابيةٌ ... وربّما قارنتْ إنْ قاربَتْ تَعَسا

والرُّمحُ أقضَى وأنضَى إنْ قذَفْتَ بهِ ... بُعدًا وليثُ الشَّرى يَنْأَى إذا افتَرَسَا

إنّ التشاغُلَ عنكمْ شاغلٌ بكُمُ ... كم قائمٍ تحسَبُ الأبصارُ في الجُلَسا!

ولم يُعِقْ عن وشيكِ النَّصرِ من شُغُلٍ ... إلا اختلاس أوانٍ عاق مُختلِسا

وعَقْدُ سِلمٍ على الإِسلامِ عائدُهُ ... دهرًا وتليينُ خَطْبٍ لم يزَلْ شَرِسا

فقد يُذَلَّلُ من صعبِ الأمورِ وقد ... يُراضُ من جامحاتِ الخَطْبِ ما شمسا

دعوتُم ناصرًا في الله محُتسِبًا ... أموالَهُ في جهادِ الكفرِ مُحتبِسا

وما البخيلُ بجدواهُ سوى رجُلٍ ... بنفسِه في سبيل الله قد نَفَسا

فطالعوامن صباحِ النَّصر مَطلَعَهُ ... كم ظامئ قد سَقاهُ الغيثُ مُنبجِسا

واليُسرُ من بعدِ إعسارٍ أتى ويَرى ... مَنْ أوحَشَ السُّهدُ دهرًا بالكَرى أَنِسا

والعونُ بالله فيما عنَّ من أَربٍ ... نَعتادُهُ قام صَرْفُ الدهرِ أو جَلَسا

وما سِواه فصَلْنا حَبْلَ عُرْوتهِ ... وما وَصَلْنا له حَبْلًا ولا مرسا

ونستضيءُ بأنوارِ اليقينِ فما ... نَهابُ ظلماءَ خَطْبٍ أَمَّ مُلتبسا

تَعرى من الأيْدِ أيدينا على ثقةٍ ... أن نكتسي خِلَعًا من أَيدِه وكِسا

<<  <  ج: ص:  >  >>